لا تزال الأوضاع في ليبيا تسوء، بينما تضيق الدائرة حول النظام الحاكم، وسط أنباء عن مواجهات بين الثوار والكتائب الأمنية في مدينتي الزاوية ومصراتة، مع تأكيدات دولية بأن الثوار باتوا يسيطرون على غالبية حقول النفط والغاز. فقد شنت الكتائب الأمنية التابعة للعقيد معمر القذافي هجمات خاطفة على مدينتي الزاوية ومصراتة القريبتين من العاصمة طرابلس والخاضعتين لسيطرة الثوار ضد النظام الليبي، في حين نقل اللواء "المهدي العربي" للمعتصمين في إحدى ساحات مدينة الزاوية تهديدا من القذافي بقصف الساحة بالطائرات الحربية إن لم يتفرقوا. وأفاد شهود عيان في مصراتة أن الثوار يخوضون معارك كر وفر حول المدينة، وأنهم صدوا هجوما شنته الكتائب الأمنية ويحتفظون بسيطرتهم على المدينة وعلى المطار وجزء كبير من القاعدة الجوية العسكرية، في حين أوضح أحد السكان المحليين أن 50 مدنيا على الأقل قتلوا الاثنين في قصف المليشيات موالية للقذافي للمدينة بمدفعية ثقيلة. قال سكان ليبيون إن القوات المليشيات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي احتشدت قرب الحدود التونسية أمس الثلاثاء بينما قالت الولاياتالمتحدة أنها تحرك سفنا حربية وقوات جوية إلى مناطق أكثر قربا من ليبيا. ويخشى المواطنون أن القوات الموالية للقذافي تستعد لهجوم لاستعادة السيطرة على بلدة «نالوت» الواقعة على بعد 60 كيلومترا من الحدود التونسية في غرب ليبيا من المحتجين الذين يسعون إلى إنهاء حكم القذافي. وناقشت الولاياتالمتحدة وحكومات أجنبية أخرى الاثنين خيارات عسكرية للتعامل مع ليبيا بينما سخر القذافي من التهديد الذي تشكله الانتفاضة الشعبية على حكومته. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة «سوزان رايس» أن القذافي "منفصل عن الواقع" وأنه "يذبح شعبه" وغير جدير بالقيادة. وأضافت أن واشنطن تجري محادثات مع شركائها في حلف شمال الأطلسي وحلفاء آخرين بشأن خيارات عسكرية. وقالت الولاياتالمتحدة أيضا أنها جمدت أصولا قيمتها حوالي 30 مليار دولار في الولاياتالمتحدة لمنع القذافي وأسرته من التصرف فيها. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن حكومته ستعمل لإعداد منطقة "لحظر الطيران" فوق ليبيا لحماية الشعب من هجمات قوات القذافي. «القذافي» يقول: شعبي كله يحبني ويرفض القذافي الدعوات التي تطالبه بالتنحي وقلل من شأن قوة الانتفاضة التي تسعى لإسقاط حكمه الذي مضى عليه 41 عاما والتي أنهت سيطرته على شرق ليبيا وتقترب من العاصمة طرابلس. وقال القذافي في مقابلة مع شبكة تلفزيون ايه.بي.سي الأمريكية وهيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي "شعبي كله يحبني. إنهم مستعدون لان يموتوا دفاعا عني". ونفى القذافي استخدام سلاحه الجوي لمهاجمة المحتجين لكنه قال إن طائرات قصفت مواقع عسكرية ومستودعات للذخيرة. ونفى أيضا وجود مظاهرات وقال أن شبانا تلقوا مخدرات من القاعدة ولذلك خرجوا إلى الشوارع. ومع دخول الانتفاضة أسبوعها الثالث فإنه يصعب في الغالب على الصحفيين تقييم الوضع على الأرض بسبب الصعوبات في التنقل في بعض مناطق الدولة الصحراوية وضعف الاتصالات. وقال مواطن في «نالوت» اسمه «سامي» بالهاتف "إنها (القوات الموالية للقذافي) تحيط بالمنطقة القريبة من الحدود التونسية. إنها جاءت برشاشات ثقيلة على سيارات رباعية الدفاع وعشرات من المسلحين المجهزين بأسلحة خفيفة". وقال "هم قالوا إنهم جاءوا لملاحقة البلطجية. لكن سكان «نالوت» لا يصدقون هذا. الجميع في حالة تأهب لهجوم محتمل من نفس القوات لاستعادة المدينة". وقال مواطن آخر في «نالوت» رفض نشر اسمه أنه سمع جنودا ليبيين تحركوا إلى الحدود مع تونس. وأضاف قائلا "لا يوجد قتال في «نالوت». هم مروا بها وتقدموا إلى الحدود حول منطقة «وازن». الناس لا يعرفون ماذا سيحدث هنا". كتائب «خميس» مستعدة للهجوم وقال صحفيون في الجانب التونسي من الحدود أن وحدات من الجيش الليبي ظهرت قبل غروب الشمس الاثنين وأعلنت أن الحدود مغلقة الآن. وقال شهود في «مصراته» -وهي مدينة يسكنها نصف مليون نسمة على بعد 200 كيلومتر شرقي طرابلس- وفي «الزاوية»- وهي بلدة استراتيجية يوجد بها مصفاة نفطية على بعد 50 كيلومترا إلى الغرب- أن قوات الحكومة تشن أن تستعد لشن هجمات. وقال شاهد في «مصراتة» بالهاتف الاثنين "أسقطت طائرة هذا الصباح أثناء قيامها بإطلاق النار على محطة الإذاعة المحلية.. والمحتجون أسروا طاقمها". وأضاف أن معركة جارية للسيطرة على القاعدة الجوية. ونفى مصدر حكومي ليبي التقرير. وأبلغ ساكن في الزاوية يدعى إبراهيم بالهاتف أن كتائب يقودها «خميس» نجل القذافي وصلت إلى مشارف البلدة وتبدو مستعدة للهجوم. وفي طرابلس المعقل الأخيرة للقذافي قتل بضعة أشخاص وأصيب آخرون الاثنين عندما فتحت القوات الموالية له النار لتفريق محتجين في حي «تاجوراء» حسبما قالت صحيفة «قورينا» الليبية. وأضافت الصحيفة أن الاحتجاج شارك فيه عشرة آلاف شخص. وقال طبيب في الحي في وقت لاحق أن المحتجين تفرقوا بعد أن شاهدوا سيارات مملوءة بأفراد ميليشيا مسلحين. وقال ساكن آخر في طرابلس انه يوجد وجود كثيف لقوات الأمن. وأضاف قائلا "نحن في انتظار الفرصة للاحتجاج. نأمل بأن ينتهي هذا قريبا لكنني اعتقد انه سيستغرق فترة أطول كثيرا مما كان متوقعا.