نجحت قوات مكافحة الشغب أمس في التصدي لمحاولات التظاهر من طرف ما يسمى التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية، في توقيت واحد وأماكن مختلفة من العاصمة باحترافية كبيرة دون تسجيل أي اعتقالات أو انزلاق في الوضع. كشفت مصادر أمنية عن تمركز 500 شرطي في النقاط الحساسة الثلاث التي شكلت محطة لانطلاق مسيرات الأمس غير المرخصة، والتي نظمت من طرف ما يسمى التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية، في كل من المدنية، حسين داي، وعين البنيان، كما أفادت ذات المصادر بعدم تسجيل أي انزلاقات تذكر أو حالة اعتقال. وقد وزعت مصالح الأمن قواتها مع تشديد إجراءاتها الأمنية في شوارع وسط العاصمة والميادين الرئيسية وأمام الوزارات والمؤسسات الإستراتيجية منذ الساعات الأولى لصبيحة أمس، تحسبا للمسيرات الثلاث، حيث كثفت قوات الأمن ومكافحة الشغب تواجدها في ساحتي أول ماي والشهداء وفي وسط بلدية المدنية وبلدية حسين داي وعين البنيان بالعاصمة «تحسبا لأي انزلاق خلال هذه المسيرات غير المرخصة». كما أقدمت مصالح الأمن على غلق كل منافذ ومخارج العاصمة المؤدية لمقر حزب الأرسيدي بشارع ديدوش مراد وإخضاعها لمراقبة صارمة، وكذا تطويق المقر نفسه قصد التحكم في الوضع ومنع المحتجين من الإخلال بالنظام العام وكذا التدخل إن استلزم الأمر، ومع ذلك فقد لوحظ خلال هذه المسيرات انخفاض محسوس في التعداد البشري لقوات الأمن مقارنة بالمسيرات الماضية. وكانت قوات الأمن قد أفشلت أربع محاولات سابقة لتنظيم مسيرة من ساحة أول ماي إلى ساحة الشهداء، حيث تؤكد كل المؤشرات الثقة التي يتحلى بها المواطنون بعد تجربة المسيرات الفارطة، خاصة بعد تعامل مصالح الأمن معها باحترافية ونجاحهم في منع حدوث أي انزلاقات أو أعمال شغب وعدم الانسياق وراء استفزازات المتظاهرين، مما جعلهم يتحكمون في الأوضاع وتفريق المحتجين دون استعمال القوة، كما لم يتم تسجيل أية حالة اعتقال أو صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن التي سعت إلى تفريقهم دون استعمال القوة، بالإضافة إلى تسهيل الشرطة لعمل الصحافيين الذين تنقلوا إلى المكان منذ الساعات الأولى لصبيحة أمس لتغطية الحدث، وكذا تعاملهم مع الوضع برزانة واحترافية.