تنظم دار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو ملتقى وطنيا حول حياة ومسيرة الروائي والكاتب ״مولود فرعون״، صاحب روائع ״ابن الفقير״٬ ״الذّكرى״ ٬ ״الدّروب الوعرة״ و״الأرض والدم״ وذلك بمناسبة مرور الذكرى ال 48 لرحيله. المصادفة ل 17 مارس من كل سنة٬ وذلك يومي 14 و15 مارس من الشهر الجاري. وهذا ستشهد التظاهرة التي ستحتضنها دار الثقافة لعاصمة جرجرة معرضا عن حياة وأعمال الكاتب. إضافة إلى مشاركة نوعية لنخبة من الباحثين الجامعيين الجزائريين، في سياق استحضار سيرة كاتب عملاق كانت له بصماته الأدبية الخالدة على غرار رائعته ״ ابن الفقير״ التي عكست روح الرجل /الرمز الذي حمل كل الأصداء المؤلمة لوطنه الأمّ الجزائر. والذين سيحاولون الرد على عدة تساؤلات من بينها: ״ماذا يمثل فرعون لقارئ اليوم״، و״هل لا تزال رسالته تفهم بعد 48 سنة من وفاته״، و״لماذا أضحت بعض كتبه ضمن كلاسيكيات الأبحاث الأدبية״ و كيف يمكن قراءة فرعون على الضوء الراهن الجهوي والدولي״. الجدير بالذّكر أن٬ ״مولود فرعون״ ولد في قرية ״تيزي هيبل״ بولاية تيزي وزو يوم 18 مارس ٬1913 من عائلة فقيرة٬ لكن هذا الفقر لم يصرف الطفل و لا أسرته عن تعليمه٬ فالتحق بالمدرسة الإبتدائية في قرية ״تاوريرت موسى״٬ فكان يقطع مسافة طويلة يومياً بين منزله و مدرسته سعياً على قدميه في ظروف صعبة٬ فكان مثالا للطفل المكافح الذي يتحدى الصعاب المختلفة، فقد كان مصارعا بارعا لواقعه المؤلم الذي امتزج فيه الفقر والحرمان والإستعمار٬ وبهذا الصراع استطاع التغلب على كل الحواجز مما أهله للظفر بمنحة دراسية للثانوي (تيزي وزو) أولا ً٬ وفي مدرسة المعلمين ب ״ بوزريعة ״ بالجزائر العاصمة بعد ذلك٬ ورغم وضعه البائس تمكن من التخرج من مدرسة المعلمين و اندفع للعمل بعد تخرجه٬ فاشتغل بالتعليم حيث عاد إلى قريته التي عين فيها مدرساً سنة 1935 ٬ في الوقت الذي بدأ يتسع فيه عالمه الفكري وخذت القضايا الوطنية تشغل اهتمامه. ثم التحق بمدرسة قرية ״تاوريرت موسى״ سنة 1946 وهي المدرسة نفسها التي استقبلته تلميذاً٬ وعين بعد ذلك سنة 1952 في إطار العمل الإداري التربوي ب ״الأربعاء نايث إيراثن״٬ أما في سنة 1957 فقد التحق بالجزائر العاصمة مديراً لمدرسة ״نادور״ . وعين في سنة 1960 مفتشاً لمراكز اجتماعية كان قد أسسها أحد الفرنسيين سنة 1955. وهي الوظيفة الأخيرة التي اشتغل فيها قبل أن يسقط شهيدا برصاص الغدر والحقد الاستعماري في 15 مارس1962. ولمولود فرعون آثار أدبية كثيرة ومتنوعة منها كتاب ״أيام قبائلية״ ويتكلم فيه عن عادات وتقاليد المنطقة. ورواية « ابن الفقير» التي نشرها سنة 1950 وفي سنة 1953 ظهرت له رواية « الأرض والدم»، وفي عام 1957«الدروب الصاعدة»، وصدرت يومياته سنة 1969 في كتاب مستقل يحمل عنوان «مولود فرعون: رسائل إلى الأصدقاء»، وأخيراً نشرت روايته « الذّكرى» عام 1972. والتي تتحدّث عن المعاناة الجزائرية تحت ظلام الاستعمار ولمحاولات العديدة لطمس هويته من تجهيل ونشر للمسيحية....بالإضافة إلى مجموعة من الرسائل والمقالات بعضها منشور في بعض الجرائد. سعيد.س