تجمع أمس طلبة النظامين القديم والجديد «أل.أم.دي» ومهندسو الدولة بالمدارس الوطنية العليا أمام مقر البريد المركزي في حدود الساعة العاشرة صباحا، وقد انقسم الطلبة بين السير نحو قصر الحكومة وباتجاه قصر الرئاسة بالمرادية، حيث نجحت المجموعة الثانية في الوصول إلى الرئاسة، في الوقت الذي تراجع المتجهون نحو قصر الحكومة. شهدت أمس الجزائر الوسطى حضور الآلاف من الطلبة الجامعيين من جميع أنحاء الوطن استجابة لدعوة اللجنة الوطنية للطلبة الأحرار، التي قررت قبل أسبوعين تنظيم مسيرة طلابية حاشدة بالجزائر العاصمة عن طريق نشر الإعلانات و«تجنيد طلبة الفايس بوك»، وبالمقابل سُجل توافد عدد كبير من مركبات الأمن الوطني وقوات حفظ النظام العام، وقال الطلبة الذين نجحوا في المسيرة نحو قصر الرئاسة ل«الأيام» أن بعضهم تعرض لجروح متفاوتة الخطورة، نقلوا على إثرها إلى المستشفى الجامعي مصطفى باشا لتلقي العلاج اللازم، وأكدوا أن هذه الإصابات جاءت نتيجة للتدافع الطلابي الكبير لمحاولة الوصول إلى المدخل الرئيسي لقصر الرئاسة، حيث منعتهم قوات حفظ النظام العام من بلوغ الباب الرئيسي على الرغم من المبررات التي قدموها، حيث أوضح الطلبة أنهم يريدون إيصال الرسالة إلى الرئيس «بوتفليقة»، وكشف واقعهم المزعج الذي طال أمده، كما أنهم حمّلوا أرضية المطالب التي لم تحققها وزارة التعليم العالي بعد –حسبهم-. ومن جانب آخر قال ممثلون عن المجموعة الثانية من الطلبة الذين حاولوا السير نحو قصر الحكومة في لقاء مع «الأيام» قرب البريد المركزي أنهم مستاؤون من حرمانهم من تنظيم مسيرة طلابية والتعبير عن انشغالاتهم التي لم تجد طريقا إلى الحل على الرغم من مرور شهرين بدون دراسة، مُحمّلين السلطات الوصية في الوقت ذاته مسؤولية ضياع مستقبل الطلبة الجامعيين والاتجاه نحو سنة بيضاء نتيجة للإضرابات المتكررة، وبالمقابل أضاف بعضهم أن وزير التعليم العالي وبالبحث العلمي «رشيد حراوبية» لجأ إلى ما أسموه ب«شراء» بعض الطلبة لتمثيل البقية وهو ما زاد الوضع تأزما، حيث تبرؤوا جميعا من هؤلاء الممثلين، وقدموا اقتراحات تفيد بإعادة الاعتبار للطلبة الجامعيين عن طريق اتخاذ قرارات جادة ومسؤولة من شأنها إعادة المياه إلى مجاريها.