آلاف الطلبة يغزُون شوارع العاصمة في مسيرات حاشدة نظم أمس آلاف الطلبة الجامعيين مسيرات حاشدة جابت بعض شوارع العاصمة، للمطالبة بالإصلاحات و التنديد بما أسموه "سوء التسيير في الجامعات"، مبدين رفضهم للقرارات التي تم الإعلان عنها عقب الندوة التي نظمتها وزارة التعليم العالي الشهر الفارط. وتجمع الطلبة منذ الساعة العاشرة صباحا بشارع العربي بن مهيدي بمحاذاة ساحة البريد المركزي بالعاصمة وكسروا طوقا للشرطة التي أغلقت كل المنافذ المؤدية إلى الساحة وهو المكان الذي اختاره الطلبة للانطلاق في المسيرة صوب قصر الحكومة.. وتمكن المئات من الطلبة من كسر الطوق الأمني الذي فرضته قوات الأمن حول ساحة البريد المركزي بوسط الجزائر، وتوجهوا نحو قصر الحكومة في شارع الدكتور سعدان غير أن قوات الأمن أوقفت مسيرتهم. و خوفا من عودة الطلبة نحو قصر الحكومة مجددا أغلقت قوات الأمن نفق ساحة اودان، وشددت السلطات الإجراءات الأمنية في كل الشوارع الرابطة بين قصر الحكومة والبريد المركزي. وانتشر رجال الشرطة مرتدين خوذات ومسلحين بهراوات. كما قامت قوات الأمن بغلق بعض الطرقات الرئيسية أمام حركة المرور، وخاصة الطريق المؤدى إلى الجامعة المركزية، وتم تحويل حركة السير عبر الشوارع الفرعية، لتفادي أي طارئ، خاصة وان قوات الأمن وجدت صعوبات للتحكم في جموع الطلبة المنتشرين في كل مكان، والذين كانوا يحولون أماكن تجمعهم على طول الطريق الرابط بين ساحة اودان والبريد المركزي. وقد تجمع الطلبة منذ الساعة العاشرة صباحا، بالقرب من ساحة البريد المركزي، ولم يدم الوقت طويلا حتى تدفق الآلاف من طلبة المعاهد والمدارس المختلفة عبر مختلف الشوارع الفرعية متجاوزين الحواجز الأمنية التي نصبتها مصالح الأمن لمنع وصول المتظاهرين إلى ساحة البريد المركزي، وأمام هذا التوافد الكبير للطلبة سارعت قوات الأمن إلى تطويق المكان، بعد وصول تعزيزات أمنية إضافية، وشكلت حاجزا أمام جماهير الطلبة بغرض منع من ولوج البريد المركزي. و كان من المقرر أن تنطلق المسيرة التي دعت إليها التنسيقية الوطنية للطلبة الجزائريين في حدود الساعة الحادية عشر، من البريد المركزي بالجزائر الوسطى باتجاه مقر رئاسة الجمهورية بالمرداية، إلا أن التواجد المكثف لقوات الأمن و غلقها للمكان و تفريقها للتجمع ما اجبر الطلبة على التوجه صوب قصر الحكومة الذي لا يبعد سوى أمتارا قليلة. ولم يتمكن الطلبة من الوصول إلى قصر الحكومة، بعدما قامت أعداد كبيرة من قوات الأمن بسد كل المنافذ المؤدية إلى مقر الحكومة ، لذلك غيروا وجهتهم نحو ساحة اودان أين نظموا وقفة أمام الجامعة المركزية مرددين شعارات تنديد بوزارة التعليم العالي مثل " خاوة خاوة زكارة في الوزارة " و " نطلب تدخل الرئيس " و"مسيرة سلمية". ورفع الطلاب الذين ينتمون لمختلف الجامعات، شعارات تتعلق بمطالبهم الأساسية منها المطالبة برحيل وزير التعليم العالي، ولكن أيضا شعارات سياسية مثل الشعار الذي ذأبت على ترديده حركة العروش "اولاش السماح أولاش". وتمكنت قوات الشرطة من ضرب طوق أمني جديد منعت من خلاله الطلاب من التقدم، فسلك الطلاب طريقا آخر للتوجه إلى مقر رئاسة الجمهورية. عبر نهج محمد الخامس دون أن تعترضهم مصالح مكافحة الشغب، و كانت وجهتهم قصر الرئاسة بالمرادية . و قبل و صولهم إلى قصر المرادية أغلقت مصالح مكافحة الشغب نهج بكين المقابل للرئاسة لمنع اختلاط الطلبة بفئات مهنية أخرى معتصمة بالمكان مثل الأطباء المقيمين . وتفرق الطلاب في مختلف شوارع العاصمة في مسيرات صغيرة, عادت إحداها إلى البريد المركزي حيث تجمعوا دون أن تتمكن قوات الشرطة من إيقافهم، بعدما أزالوا كل الحواجز الحديدية. وفي حدود منتصف النهار تمكنت قوات الأمن من دفع حشود الطلبة للتراجع من قصر رئاسة الجمهورية نحو محيط فندق الجزائر (سان جورج سابقا)، بعد إمدادها بقوات إضافية. و سجلت مشادات بعين المكان بين الطلبة و مصالح مكافحة الشغب بسبب التدافع سجل خلالها جرحى من الجانبين . حيث أصيب ما لا يقل عن 20 طالبا في مواجهات عنيفة مع قوات الأمن. بعدما استعملت قوات مكافحة الشغب الهراوات لتفريق جموع الطلبة. بينما جرح خمسة من عناصر الشرطة. وبعد تدخل قوات الأمن، تفرق الطلبة في حدود الساعة الثانية و النصف زوالا، وأكد الطلبة، بأنهم سيواصلون حركتهم الاحتجاجية إلى حين استجابة الحكومة لكافة مطالبهم. أنيس نواري