أجمع مختصّون وجامعيون في ملتقى الطّاهر وطار بأم البواقي على أنّ أعماله تعدّ بمثابة استكشاف لعمق المجتمع الجزائري إبان وبعد حرب التحرير الوطنية. وذكر السيد نوري هلال مدير دار الثقافة نوار بوبكر المؤسسة التي نظمت هذا اللقاء أن مؤلف "اللاز" كان هو بدوره ضمن صفوف الثورة المسلحة واستطاع أن يفصل مأساة الحرب والتمزق والمعاناة التي انجرت عن ذلك. وأضاف من هذا المنطلق بأن الطاهر وطار "دشن عهدا جديدا في التاريخ الأدبي والرواية الجزائرية بتطرقه إلى مواضيع مؤلمة في وقت قصير بعد استعادة الاستقلال." وأوضح السيد هلال بان انعقاد هذا الملتقى الأول المتزامن مع افتتاح تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" يأتي عقب يوم دراسي خصص لهذا الأديب مطلع السنة الجارية وذلك بدار الثقافة لأم البواقي. وقد تمّ تحضير هذا اللقاء بالتعاون مع الجمعية المحلية "إبداع" ويضمم باحثين وجامعيين وكتاب قدموا من 40 ولاية من البلاد. كما قام والي أم البواقي بالمناسبة بتكريم عائلة الكاتب الراحل فضلا عن مسؤولي جمعية الجاحظية التي أسسها الطاهر وطار لتشجيع الإبداع الأدبي. ومن جهته استهل طارق ثابت جامعي سلسلة المداخلات المبرمجة في هذا اللقاء الذي دام ثلاثة أيام بتناول موضوع "الطاهر وطار من خلال أعماله" فيما تواصلت الأشغال بإلقاء محاضرات لجامعيين آخرين على غرار ناصر لوحيشي وباشير ونيسي وعز الدين جلواجي وكريم خلدون. إضافة لقراءات شعرية من تنشيط عدد من الشعراء المدعوين على غرار ذهيبة جودي وملاي عبد الحميد من جمعية "بيت القصيد" لولاية البيض.