لازالت العديد من القرى التابعة لبلدية "العنصر"، التي تبعد بحوالي 40 كيلومترا شرق عاصمة "الكورنيش" جيجل، تئن تحت وطأة التنمية المتعثرة بها والإقصاء الذي طالها، مما أجبر الكثير من سكانها إلى البحث عن أماكن أخرى تضمن لهم العيش الكريم، وتنقذهم من المعاناة اليومية التي تتفاقم وتتعقد من يوم لآخر. تأتي قرية "أولاد الشلي" في مقدمة القرى التي تعاني من الإقصاء والتهميش، التي ورغم وقوعها بالقرب من مقر البلدية، إلا أن سكانها لازالوا يواجهون متاعب كثيرة في حياتهم اليومية، وذلك بفعل غياب أدنى شروط الحياة الكريمة بمنطقتهم، وكذا انعدام البنية التحتية من طرقات وقنوات الصرف الصحي وما إلى ذلك من الأشياء التي لا يمكن للحياة أن تستقيم بدونها حسبهم، وعبروا عن تذمرهم من المجلس الحالي الذي حسبهم توشك عهدته على النهاية، والقرية لم تستفد من أي مشروع تنموي من منذ تنصيبه، وذلك في الوقت الذي استفادة فيه قرى مجاورة يضيف هؤلاء السكان من مشاريع طموحة غيرت وجهها نحو الأحسن، وأضافوا بأنهم لا يطالبون بمشاريع خيالية لأنهم يعرفون إمكانيات بلديتهم المحدودة، وأن كل ما يطالبون به هو حل أزمة الطرقات التي تتخبط فيها المنطقة، من خلال إصلاح المسالك المؤدية إلى قريتهم، وكذا معالجة مشكلة المياه التي تلقي بظلالها على كافة السكان، ومن المنتظر أن تتفاقم أكثر مع اقتراب فصل الصيف، الذي يزداد فيه الطلب على الماء بشكل مضاعف. كما تحدث سكان "أولاد الشلي" عن بطء السلطات الوصية، في تنفيذ برامج السكن الريفي التي استفادة منها منطقتهم، وذلك من خلال التماطل في منح الاستفادات لمواطني هذه الأخيرة، وهو ما يتعارض مع توجيهات المسؤول الأول بالولاية، الذي أمر في كل الخرجات الميدانية التي قادته إلى عديد البلديات، بتسهيل عملية الحصول على السكن الريفي، بما يضمن عودة السكان إلى القرى التي هجروها منذ سنوات عديدة، ومن بينها القرية المذكورة أعلاه، والتي كانت في مقدمة المناطق التي عرفت نزوحا كبيرا لسكانها تجاه مقر بلدية "العنصر"، مما خلق لهذه الأخيرة نوعا من عدم الاستقرار وزيادة الطلبات على العديد من الضروريات والخدمات اليومية، كما زاد عدد طلبات السكن التي تقدم بها هؤلاء إلى مصالح البلدية، بغية الاستفادة من التسهيلات التي أقرتها الدولة في ذلك.