إلى شبيهي الذي مازال مُصرا على بتر طريقي كلما أدمنت الريح نحلق إلى غيمات لا تجمعنا بها سوى كائنات الحافة و ليس لنا فيها سوى شهوة السؤال و رحيق البكاء ترتوي من دموعنا غزلان مشاكسة ترتدي الغابة في جلدها العاشق للترحال الأزرق و هاربة من راعي الكلام المعتٌقل بفم ناي لا ثقوب فيه ننصت بذهول لنشيد حوافرها التي تقتلع صرخة نهر من عنق التيار الغاضب إذا انفتح باب الشعر تصعقنا كهرباء الروح و تتوغل فينا أطياف ميتة تزيد في شراييننا جرعات إضافية لمزيد من التسكع الموجع إذا انفتح باب الجسد تزداد رغبات صفعناها منذ مليون ليلة تستيقظ أفاعي أوهمناها بالرقص حول خاتم الفراغ عوَض التوغل في رحم الشروق الدائم هُزمنا قبل أن نفتح أفواهنا المغلَقة بخيط الحديد و هربت من أرجلنا سنوات ضوئية من اللغة والربيع والحلم وخانتنا نظرات حمراء تتربص بنا بين جذوع الرحيل نسافر بحرقة و نحن راقدون على سرير خيباتنا الأنيقة ندفن كتل لحم مسافات تركتها يد قمر بحري متمرد على سماء ديكتاتورية و ملعونة ونغسل بدمنا اللزج نخيلا متعبا ننام بين ظلاله كلما انتابتنا رعشة الرحيل وحتى نتوهم أننا كائنات تتقن فن الإصغاء للموج المغترب في بحر من قروش و ندمن دخان المزامير المبحوحة لا نلتفت إلى الوراء لا نلتفت إلى الأمام ننتظر عربات الله النازلة من ثقب في نهد الكون لتجر جراحنا و تترك على غضوننا أوتادا من أنين معلب أين سنضع سنابل الوجود بعد أن نُفرغ شلالات شحوبنا على نرجس مرتجف؟ متى ستُدق طبول عقلنا المصدوم لنتشتت أشلاء أسئلة بين صفحات القلق؟ على سفن نوم مخدر بوحل النسيان سنُربي المدى على العيش وحيدا ونطعم ريحان الذكريات بشطيرة الهسيس سنقشر ظهر الجوع لعلنا نجد صوتنا المختنق فتمطر القصيدة جثث قضبان نُسَور بها جغرافيات التشظي المخمور حتى تستطيع الحقيقة أن تضع مسودة أولية