نزلت الهزيمة النكراء للوفاق على مناصريه كالصاعقة خاصة وأن المنافسة الإفريقية كانت آخر أمل للنسر الأسود التي تبخرت أحلامه هذا الموسم الواحدة تلو الأخرى، ضياع اللقب وبعدها كأس الجزائر الذي زاد من تعقيد الأمور في البيت السطايفي، ودفع بإدارة الفريق إلى اتخاذ قرارات ارتجالية في تغيير المدربين من الإيطالي "ديلاكازا" إلى الفلسطيني"حاج منصور" لكن دون جدوى، فالإخفاقات تواصلت ، وآخرها الهزيمة النكراء التي كانت على يد النادي الكاميروني "كوتون سبور"وبرباعية كاملة. صحيح أن رفقاء قائد الوفاق "حاج عيسى" لعبوا في ظروف مناخية صعبة إلا أن ذلك لا يمنع من تحمل المسؤولية في ما يحدث لصاحب أكبر التتويجات في الجزائر على المستوى القاري والإقليمي، وإن كان للوفاق شوط ثاني لتدارك ما فات فإن المهمة لن تكون مفروشة على البساط الأحمر ، الجميع يجزم على أن ما يحدث للوفاق هذا الموسم أمر غير مفهوم خاصة وأن الفريق يضم أحسن اللاعبين وأبرزهم على مستوى الجزائر. عدم الوقوف على الكوارث والإخفاقات زاد الطين بلة قبل الحديث عن مهزلة الكاميرون ومن يتحملها يجب الرجوع إلى الوراء والبداية من الإخفاق الأول في عدم تحقيق التأهل إلى المربع الذهبي لدوري أبطال إفريقيا بالرغم من أن ذلك كان في متناول الوفاق والأكثر من ذلك دخلت الإدارة في صراعات خفية وعلنية مع المدرب "زكري" نتج عنه حالة من اللانضباط بين اللاعبين وحتى لدى المسيرين وتوالت النكسات والهزائم وضياع اللقب وبعدها التنازل عن تاج الموسم المنصرم وهو كأس الجزائر ، وربما الإقصاء المر الثالث وهو الخروج من رابطة أبطال إفريقيا ليكون الوفاق هذا الموسم استحق وسام حصد الأصفار ، لأنه ببساطة إدارة الوفاق لم تكترث للمعالجة والوقوف على الكوارث التي حدثت من قبل بل انتهجت سياسة النعامة والهروب إلى الأمام والفريق اليوم يدفع الثمن بالجملة . هل هي أزمة رجال أم أموال ؟ مع كل إخفاق أو انكسار إلا وسارعت إدارة الوفاق إلى تعليق هذه الإخفاق على شماعة الأزمة المالية حتى أن هذه الأزمة دفعت برئيس مجلس الإدارة إلى رمي المنشفة والابتعاد عن المستطيل ، وتحميل ذراعه الثاني"حمّار" كل الحمل، إلا أن المقربين وحتى بعض المسيّرين السابقين إلى فتح النار على الإدارة الحالية مؤكدين أن الأزمة التي يتخبط فيها الوفاق الآن هي أزمة رجال وليست أزمة مال، وأن خزينة الوفاق تملك ما يكفي من الأموال لتسير ما تبقى من الموسم الكروي ، والأكثر أضافت نفس المصادر أن هناك بعض المسيّرين في الإدارة تعمل على تكسير الوفاق وليس العكس. الانقسامات بين اللاعبين وصلت إلى الأنصار من الأشياء التي أصبحت لا تختفي على أبسط مناصر للوفاق ما يحدث بين اللاعبين والصراعات الخفية بينهم ، والأغرب من ذلك أن كل ما يحدث داخل غرف تغيير الملابس بين اللاعبين أنفسهم ، أو بين اللاعبين والمدربين السابقين مر مرور الكرام على إدارة الوفاق ولم تتخذ ما يحفظ مكانة النسر الأسود أو على الأقل ما جسده المرحوم "لعريبي" من ثقافة كروية أصبح من أبزر صفات الوفاق فيما بعد ، هذه الانقسامات هي من أهم الأسباب التي جعلت أبناء عين الفوارة يلهثون وراء السراب ويطلقون التتويجات والكؤوس بكل سهولة. لقاء الإياب آخر فرصة للاعبين والمسيّرين وفي الختام فان مباراة الإياب أمام نادي الكاميروني "كوتون سبور" ، وبالرغم من صعوبتها إلا أن لاعبي الوفاق ستكون أمامهم آخر فرصة لإنقاذ موسمهم وكذا لمصالحة الأنصار، وإعادة المياه إلى مجاريها ولو مؤقتا، وإن حدث العكس فإن العواقب ستكون وخيمة على اللاعبين الذين كانوا مصب غضب الأنصار في المدة الأخيرة، وأيضا من تسببوا في الخسارة النكراء خلال الخرجة الإفريقية الأخيرة .