يعاني ما يزيد عن الألف و400 ساكن بالنقطة الحدودية بين ولايتي جيجلوسكيكدة، وتحديدا بقرية «الركوبة» التي تبعد عن بلدية «واد زهور» غربا بحوالي 3كلم، جملة المشاكل تراوحت بين ما هو اجتماعي وبين ما هو تنموي، والتي انعكست سلبا على حياة السكان. «الركوبة المنسية» كما يحلو لسكانها تسميتها تابعة إداريا لولاية سكيكدة، جعلت حياتهم مرتبطة أكثر بمدينة «الميلية» بالنظر إلى قرب المسافة بينهما، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك ما يزال هؤلاء يعانون الأمرين في مختلف مناحي الحياة في ظل النقائص المسجلة بها. ونقلا عن جمعية «الازدهار» التي رأت أن تنوب عن سكان القرية، فإن هذه الأخيرة تعرف طرقاتها درجة متقدمة من الاهتراء ذلك أنها لم تعبد ولم ترمم منذ سنوات الثمانينيات، ما جعلها اليوم غير صالحة للسير حتى على الأقدام، كما أشار أعضاء ذات الجمعية إلى الخطر الذي يتهدد قاطنيها، ذلك أن مساكنهم آيلة للانهيار في أية لحظة، في الوقت الذي تبقى فيه نحو 40 عائلة من أوائل قاطني القرية محرومة من ضروريات الحياة، على غرار الكهرباء والماء، هذا الأخير الذي أصبح يزور حنفيات منازلهم بلون لم يعتادوه يميل إلى الاحمرار، وهو ما جاء على لسان أحد الأعضاء الذي أرجع ذلك إلى اهتراء الشبكة وقدمها، زيادة على تخوفهم من عدم صلاحية مياه الآبار التي كانوا في وقت سابق يعتمدونها في الشرب، مما دفع بالسكان إلى البحث عن الينابيع الطبيعية التي عادة ما يجدونها في الغابات، ويضطرون لجلبها عبر أنابيب تكلفهم غاليا، أما الذين لا حول ولا قوة لهم على حد قولهم فيلجؤون إلى شرائها دوريا. هذا وأضاف ممثلو الجمعية المذكورة بأن القرية حظيت بمشروع للتزود بالمياه الصالحة للشرب، غير أن الأشغال توقفت به مند أزيد من سنة لأسباب ما تزال مجهولة حتى الآن، علاوة على المعاناة المستمرة في أثناء حالات نقل النساء الحوامل إلى مستشفى «بشير منتوري» ب«الميلية» أو إلى مدينة جيجل، ذلك أنه يكلفهم ما لا يقل عن 3 آلاف دينار على متن سيارة "الفرود"، غير أنهم سرعان ما يصطدمون برفض إدارة المستشفى استقبال الحوامل بدافع الانتماء الإداري والإقامة، وهو ما يعرض نسائهم إلى الخطر، في الوقت الذي تتواجد فيه قاعة العلاج الوحيدة في القرية في وضع كارثي ذلك أنها بحاجة ماسة إلى ترميم عاجل، بالإضافة إلى الفوضى في تسييرها ما يعني أنها بحاجة إلى تنظيم أوقات عمل الموظفين بها، فهي لا تفتح أبوبها إلا في الفترة الصباحية، وفي هذا الصدد أشار محدثونا أن تلقيح أطفال القرية غالبا ما يصبح ضربا من المستحيل على مستواه، وهو ما يجبر أرباب العائلات على التنقل بهم عشرات الكيلومترات بحثا عنه في البلديات القريبة. كما يفتقد من جهتهم شباب قرية «الركوبة» للمرافق الترفيهية التي ما تزال غائبة إلى إشعار آخر غير معلوم، فالقرية المذكورة لا تتوفر حتى على مساحة للممارسة كرة القدم، وهو ما دفع رئيس الجمعية المذكورة إلى مراسلة الجهات المعنية ومختلف السلطات المحلية للتكفل بالانشغالات المشروعة لحوالي ألف و400 ساكن يمثلون مختلف شرائح قرية «الركوبة» المنسية على نقطة حدودية بين ولايتين غنيتين بمواردهما.