(الركوبة) المنسية كما يحلو لسكانها تسميتها تابعة إداريا لولاية (سكيكدة ) لكن حياة سكانها مرتبطة بمدينة الميلية (ولاية جيجل) لقرب المسافة بينهما حيث يواجه سكانها معاناة مستمرة في مختلف مناحي الحياة وهو ماجعل يومياتهم تقترب كثيرا من يوميات البدو الرحل في الجنوب الجزائري . ونقلا عن جمعية (الأزدهار) لحي (الركوبة) فإن القرية تشكو من تدهور و أهتراء طرقاتها التي لم تعبّد منذ سنوات الثمانينات و أصبحت الأن غير صالحة للسير حتى على الأقدام وهذا دون الحديث عن المساكن الأيلة للإنهيارفي أية لحظة في الوقت الذي تبقى فيه 40 عائلة من أوائل قاطني القرية محرومة من ضروريات الحياة على غرار الكهرباء والماء هذا الأخير الذي أصبح يزور حنفيات منازلهم بلون لم يعتادوه من قبل أو بالأحرى يميل إلى الأحمرار وذلك بسبب إهتراء شبكة نقل المياه ، وقد دفع هذا الوضع بسكان الركوبة إلى البحث عن الينابيع الطبيعية التي عادة ما يجيدونها في الغابات ويضطرون لجلبها في أنابيب تكلفهم غاليا ، أما الذين لم يسعفهم الحظ فيلجأون إلى شراء اللتر الواحد بأكثر من دينارين ،هذا و قال ممثل جمعية قرية الركوبة بأن هذه الأخيرة قد حظيت بمشروع للتزود بالمياه الصالحة للشرب بيد أن الأشغال به قد توقفت مند أزيد من سنة لأسباب تبقى مجهولة علاوة على المعاناة المستمرة عند نقل النساء الحوامل نحو مستشفى (بشير منتوري) بالميلية أو مدينة (جيجل) لأن ذلك يكلف ما لا يقل عن ثلاثة ألاف دينار على متن سيارة (الفرود)، لكن المعاناة الكبرى تكمن عند رفض استقبال الحامل بدافع الإنتماء الإداري والإقامة وهو ما يعرض نساء الركوبة إلى الخطر في الوقت الذي تبقى فيه قاعة العلاج الوحيدة في القرية في وضع كارثي وفي حاجة إلى ترميم عاجل خاصة في ظل الفوضى التي تميز أوقات عملها إذ تحتاج إلى تنظيم أوقات عمل الموظفين بها كونها لا تفتح أبوبها إلا في الفترة الصباحية ، كما تنعدم فيها أدوات تلقيح الأطفال وهو مايجبر الأولياء على قطع العشرات من الكيلومترات بحثا عن ذلك في باقي البلديات القريبة ، كما يفتقد شباب قرية (الركوبة) للمرافق الشبانية التي تبقى غائبة إلى إشعار أخر حيث لا تتوفر القرية حتى على مساحة لممارسة لعبة كرة القدم مما دفع برئيس الجمعية المذكورة إلى مراسلة الجهات المعنية ومختلف السلطات المحلية للتكفل بالإنشغالات المشروعة لحوالي ألف و 400 ساكن يمثلون مختلف شرائح قرية (الركوبة ) المنسية على نقطة حدودية بين ولايتين غنيتين بمواردهما الإقتصادية والطبيعية . م.مسعود