اعتصم أمس مناضلو ومساندو حركة التقويم والتأصيل لحزب جبهة التحرير الوطني في حيدرة غير بعيد عن مقر الحزب في وقفة احتجاجية تعد الأولى من نوعها، وطالب المعتصمون القادمين من أكثر من 40 ولاية، بلخادم ب«الرحيل فورا» وذلك وفق البيان الذي تلي على الحضور، ومن بين أبرز الوجوه التي شاركت في هذا الاعتصام قارة محمد الصغير والصالح قوجيل وعبادة وقاديين آخرين. وشهدت مدينة حيدرة بالعاصمة حركة غير عادية منذ الصباح الباكر أمس، نتيجة التوافد الكبير لأنصار ومناضلي حركة التقويم والتأصيل لجبهة التحرير الوطني، الذين جاؤوا من مختلف مناطق الوطن والذين تراوح عددهم حسب مصادرنا بين 450 و550 مناضلا اعتصموا في المدخل الشرقي والغربي لمقر الحزب، وقد منعت قوات مكافحة الشغب المعتصمين من السير إلى مقر الحزب، خوفا من حدوث انزلاقات أو مناوشات بينهم وبين من كانوا داخل مقر الحزب، وقد رفع المعنيون شعارات تندد بسياسة «بلخادم» لتسيير الحزب، كما تعالت أصوات المعتصمين مطالبين ب«رحيل بلخادم». ومن جهة أخرى اتهم «قارة محمد الصغير» الناطق الرسمي لحركة التقويم والتأصيل «فريحة عمار» القيادي في الافلان بجلب البلطحية، وأضاف قائلا «أن هناك حوالي 100 فرد في اللجنة المركزية غير شرعيين وهم فاسدون ولنا مايثبت ذلك». وفي البيان الصادر عن حركة التقويم والتأصيل الذي تلاه «بوجلول بونعجة» عضو سابق في المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني والذي تحصلت «الأيام» على نسخة منه تحت شعار «أرجعوا الحزب لمناضليه يحتضنه الشعب» و«لا لمنظومة الفساد في الحزب»، دعت القيادة الوطنية المؤقتة لحركة التقويم وتأصيل الحزب إلى هذه الوقفة الاحتجاجية، وتنفيذا للقرار المصادق عليه من طرف القواعد النضالية في اللقاءات الجهوية عبر الوطن فإن الحركة التقويمية لحزب جبهة التحرير الوطني يضيف البيان، الذي أشار إلى أن هذا الاحتجاج جاء بعد مواصلة تغييب وإقصاء المناضلين في عملية إعادة الهيكلة بالتحايل والنصب عليهم وترشيح قيادات من خارج هياكل الحزب والتلاعب بالقانون الأساسي والنظام الداخلي. كما أكدت الحركة التقويمية ل«الأفلان» تمسكها بمحتوى رسالة حزب جبهة التحرير الوطني وما جاء في البيان العام للحركة الصادر في جانفي 2011، من اقتراحات لمعالجة الأزمة المتعددة الأوجه، التي يتخبط فيها الحزب والمتمثلة -حسب بيان الحركة التقويمية-، أزمة هوية، وأزمة ثقة، وأزمات تنظيم وتسيير وتمثيل شعبي. ومن جهته أخرى قال «قوجيل»، في حديث خص به «الأيام»، أنه يجب تطهير اللجنة المركزية واعتماد سياسة الحوار الصريح والشفاف والديمقراطي داخل الحزب وانتخاب قيادة جديدة بالقضاء على مسسببات الأزمة، مع إعادة الهيكلة طبقا للقانون الأساسي والنظام الداخلي وصولا إلى تنظيم ندوة وطنية تضع خارطة طريق للمراحل القادمة تمكن الحزب من مواجهة التحديات، والرهانات المستقبلية بكل ثقة.