إنّ مرشد الثورة الإسلامية في إيران «علي خامنئي» يتوقع أن يكون النصر حليف ما يسمى الثورات في اليمن وليبيا والبحرين، متعمدا عدم ذكر ما يقول عنه السوريون إنه ثورتهم ضد نظام بشار الأسد. فلنتوقف قليلا عند جملة تساؤلات مهمة جدا أبرزها؛ لماذا السيد «خامنئي» مع الشعب ضد حكامه في اليمن وليبيا والبحرين، ولماذا هو ضد الشعب في سوريا؟ أليست هذه نقطة ظل مثيرة للجدل؟ ثم أليس الشعب السوري عربي كحال الليبيين واليمنيين والبحرينيين؟ لماذا يُسمي ما يحدث في طرابلس وصنعاء والمنامة ب«الثورة»، في الوقت الذي يقفل فيه لعبة «الدومينو» إذا ما الأمر تعلّق بما يحدث في «دمشق»؟ إنّ مواقف السيد خامنئي تفوح منها، للأسف الشديد، روائح الطائفية المقيتة المسيّجة بخطابات مؤدلجة تصب في بحر البراغماتية الفارسية الضيق. فهو يسمي ما يحدث في ليبيا واليمن والبحرين ب«الثورات التي ستنتصر» لأنّ الخطاب الشيعي وببساطة يعادي نظام «القذافي» بسبب حادثة الإمام «موسى الصدر» الشهيرة، ويعادي كذلك نظام «صالح» لأنه ضد الحوثيين الشيعة، كما يُكنّ العداوة والبغضاء ل«آل خليفة» لأنه يعتقد أنهم يَسومون شيعة البحرين سوء العذاب، أمّا لماذا يميل السيد خامنئي ويتحيّز لنظام الأسد «السني» على حساب السوريين، فذلك راجع إلى أهداف سياسية وإستراتيجية، مبنية على مقولة أن صديق الصديق صديق، ونظام الأسد صديق وفيّ لحزب الله ولقائده حسن نصرالله «الشيعي» الذي يُعدّ بدوره صديق العمر بالنسبة للنظام الإيراني. وبالمحصّلة الأرسطية نقول إنّ نظام دمشق صديق وحليف إستراتيجي لطهران.. (هكذا تُبنى المواقف يا أحبّة.. لا تتعجبوا إنّه زمن الطائفية).