بدأت جوازات منطقة مكةالمكرمة حملات مكثفة لتعقب المتخلفين عن السفر إلى بلدانهم بعد أداء مناسك الحج والعمرة، وباشرت دوريات الجوازات بجدة تنفيذ خطتها التعقبية اعتبارا من يوم الجمعة الماضي، والتي تتضمن رصد العديد من الميادين والأماكن العامة التي يكثر فيها انتشار «العمالة المخالفة». وأوضح المتحدث الرسمي لجوازات منطقة مكةالمكرمة الرائد «محمد عبدالله الحسين» أنه تم القبض على أكثر من 340 مخالفا خلال الأيام الثلاثة الأولى للحملة التي يتم تنفيذها بتوجيهات من مدير عام الجوازات اللواء «سالم بن محمد البليهد» من أجل ملاحقة المتخلفين عن السفر ممن قدموا لأداء مناسك الحج والعمرة، وكذلك للقضاء على العديد من الظواهر السلبية منها ظاهرة التسول. وأضاف بأن دوريات جوازات المنطقة تقوم بحملاتها على ثلاث فترات يوميا وفي أوقات مختلفة صباحا ومساء وبعد منتصف الليل، وذلك بعد تعقب ورصد دقيقين من قبل رجال البحث والتحري لاماكن تجمع العمالة المخالفة. وأشار الرائد «الحسين» إلى أن الحملة التي بدأت يوم الجمعة الماضي سوف تستمر لمدة شهر كامل (15 شعبان) بهدف تعقب الحجاج والمعتمرين الذين تأخروا عن السفر لبلدانهم وبقوا في المملكة بطريقة غير نظامية، حيث يتم تسليمهم إلى قسم الترحيل لعرضهم على نظام البصمة ومن ثم يسفروا إلى بلدانهم. واستطرد قائلا: «نحن الآن مقبلون على فترة الصيف وبذلك سوف تساهم هذه الحملات في القضاء على ظاهرة التسول في شوارع محافظة جدة، فمن الضروري أن يكون هنالك تعاون من قبل الإخوة المواطنين والمقيمين مع رجال الجوازات من خلال الإبلاغ عن أي مكان يكثر فيه تجمع العمالة المخالفة لأنظمة الحج والعمرة والمقيمين بطرق غير نظامية»، مطالبا بعدم التستر على أي مخالف مهما كانت مخالفته حتى لايعرضوا أنفسهم للمساءلة، وبين أن هذه الحملات تحظى بمتابعة من قبل مدير جوازات المنطقة اللواء «سالم الزهراني» وبإشراف من قبل مدير الدوريات بالمنطقة العقيد «عبدالكريم الروقي». وتكشفت مصادر غير رسمية أن عدد الحجاج الجزائريين «الحراقة» يتفاوت عددهم من سنة إلى أخرى، وهؤلاء الحجاج يؤدّون مناسكهم بطريقة عادية متسللين وسط الحجاج النظاميين، وتحاول السلطات السعودية جاهدة محاربة هذه الظاهرة لكنها تبقى عاجزة بفعل تواطؤ أهل مكة مع هؤلاء الحجاج، كما يؤكّده بعض الحجاج «الحراقة» الذين التقتهم «الأيام». تبدأ رحلة هؤلاء الحجاج الحراقة عندما يستصدرون تأشيرة عمرة في شعبان أو رمضان من الجزائر ثم يغادرون إلى السعودية، وبعد انقضاء شهرين يختفون عن الأنظار حتى بداية موسم الحج، وحينذاك يطلون من جديد متسللين وسط الحجيج ليؤدوا مناسك الحج. وكان الوزير «غلام الله» قد أكد في تصريحاته السابقة أن أعداد الحجاج الجزائريين «الحراقة» غير كبير مقارنة بالدول الأخرى ولا يتجاوز في العادة مائة حاج.