جاء موقف الإدارة الأمريكية على لسان منسق لمكافحة الإرهاب بكتابة الدولة، «دانيال بنيامين»، خلال مداخلة له أمام لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن الأممي لشرح إستراتيجية الرئيس الأمريكي حول هذا الملف، حيث أكد في سياقها ضرورة أن يتوجه مجلس الأمن نحو بحث مسألة دفع فديات إلى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» الذي قال إنه «أضحى أشهر تنظيم إرهابي في مجال الاختطاف مقابل الفديات التي أصبحت أحد مصادر الدخل الرئيسية للجماعات المرتبطة بالقاعدة» ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن تصريحات المسؤول الأمريكي الذي سبق له وأن زار الجزائر شهر مارس الماضي، تأكيده أن الولاياتالمتحدة «تُشجع بقوة لجنة مكافحة الإرهاب لمجلس الأمن على التركيز أكثر على هذا الجانب من التهديد الإرهابي الذي يمتد إلى ما وراء تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي»، مضيفا أنه من الأهمية «وضع الجهود الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب في الإطار الواسع للسياستين الخارجية والأمنية تبرزها التحولات الجارية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» وعلى الرغم من الصورة الإيجابية التي نقلها المسؤول الأمريكي عن التحولات السياسية ببلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باعتباره وصفها بأنها «واعدة من حيث الديمقراطية»، إلا أنه لم يغفل الإشارة أمام اللجنة الأممية لمكافحة الإرهاب إلى مسألة أخرى بالغة الحساسية أوضح أنه من خلالها أنه «لا يُمكن تجاهل بعض الأخطار»، معترفا أ وللتوضيح بشكل مفصّل اعترف «بنيامين» بتزايد ظاهرة «عبور الإرهابيين جراء اللااستقرار في ليبيا والتهديد الذي يمثله تداول الأسلحة التي كانت من قبل خاضعة لمراقبة الحكومة الليبية»، حيث لفت إلى أن الجماعات الإرهابية «ستُحاول دون شك استغلال الوضع لارتكاب اعتداءات». وصرّح أن «الولاياتالمتحدة تعلم بأن هذه الأزمات السياسية التي تشهدها بلدان المنطقة لفتت انتباه القاعدة التي تريد اقتحام نفسها فيها»، محذرا من أن «اعتداءات الإرهابيين قد تكون لها تداعيات مُخلّة بالنظام على البلدان التي تواجه تحديات ومراحل انتقال ديمقراطي صعبة وبهذا الموقف تكون الإدارة الأمريكية قد جدّدت دعمها لموقف الجزائر الذي تبناه مجلس الأمن أواخر شهر سبتمبر من العام الماضي والذي يقضي بإلزام الدول الأعضاء بقمع تمويل الأعمال الإرهابية وتجريم دفع أو جمع الأموال بصفة مباشرة أو غير مباشرة بغرض استعمالها لارتكاب أعمال إرهابية، وورد في البيان الختامي حينها إعلان صريح وحول إستراتيجيةالولاياتالمتحدةالأمريكيةالجديدة لمكافحة الإرهاب التي تم الكشف عنها في شهر جوان الفارط تحدّد المسعى الذي انتهجه الرئيس «باراك أوباما»، صرّح المستشار الرئيسي للرئيس الأمريكي في مجال الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب، «جون برينان»، بأنها«ليست إلا جانبا من إستراتيجية الأمن الوطنية الشاملة للرئيس أوباما»، مشيرا إلى أن مبادرات مكافحة الإرهاب تستهدف أساسا «الشبكة التي تشكل تهديد مباشرا بالنسبة للولايات المتحدة ألا وهي القاعدة والجماعات التابعة لها وأعضائها»