جدّدت الولاياتالمتحدةالأمريكية دعمها الصريح للموقف الذي تبنته الجزائر قبل أشهر من مسألة تجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية، واعتبرت أن الأولوية تكمن في تركيز الجهود على مواجهة تزايد التهديدات الإرهابية، في إشارة منها إلى مخاطر تقديم التمويل لتنظيم »القاعدة« وفروعه في زيادة نشاطاته. دعا منسق لمكافحة الإرهاب بكتابة الدولة الأمريكية، »دانيال بنجامين«، مجلس الأمن الأممي إلى بحث مسألة دفع فديات لما يسمى ب »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي«، موضحا أن هذا التنظيم »أضحى أشهر تنظيم إرهابي في مجال الاختطاف مقابل الفديات التي أصبحت أحد مصادر الدخل الرئيسية للجماعات المرتبطة بالقاعدة«. وأكد »بنجامين« الذي كان يتحدّث في مداخلة له أمام لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن الأممي لشرح إستراتيجية الرئيس الأمريكي »باراك أوباما« حول مكافحة الإرهاب، أن الولاياتالمتحدة »تشجع بقوة لجنة مكافحة الإرهاب لمجلس الأمن على التركيز أكثر على هذا الجانب من التهديد الإرهابي الذي يمتد إلى ما وراء تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي«. وبهذا الموقف تكون الإدارة الأمريكية قد جدّدت دعمها لموقف الجزائر الذي تبناه مجلس الأمن أواخر شهر سبتمبر من العام الماضي والذي يقضي بإلزام الدول الأعضاء بقمع تمويل الأعمال الإرهابية وتجريم دفع أو جمع الأموال بصفة مباشرة أو غير مباشرة بغرض استعمالها لارتكاب أعمال إرهابية، وورد في البيان الختامي حينها إعلان صريح عن انشغال الهيئة الأممية إزاء عمليات الاختطاف واحتجاز الرهائن واستعمال هذه الوسيلة من قبل الجماعات الإرهابية للحصول على تمويلات. وعلى صعيد ذي صلة تحدّث المسؤول الأمريكي عن »أهمية وضع الجهود الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب في الإطار الواسع للسياستين الخارجية والأمنية تبرزها التحولات الجارية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا«. وعلى حدّ وصف »دانيال بنيامين« فإن »هذه التحولات السياسية ببلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واعدة من حيث الديمقراطية«، قبل أن يضيف أمام اللجنة الأممية لمكافحة الإرهاب أنه »لا يمكن تجاهل بعض الأخطار«، معترفا في السياق ذاته أن هذه الاضطرابات السياسية قد شغلت مصالح الأمن ببعض البلدان. ولم يُخف المسؤول الأمريكي تأكيد انشغال إدارة البيت الأبيض من تنامي ظاهرة »عبور الإرهابيين جراء اللااستقرار في ليبيا والتهديد الذي يمثله تداول الأسلحة التي كانت من قبل خاضعة لمراقبة الحكومة الليبية«، حيث لفت على هذا المستوى إلى أن الجماعات الإرهابية »ستُحاول دون شك استغلال الوضع لارتكاب اعتداءات«. وتابع المتحدّث يقول: »إن الولاياتالمتحدة تعلم بأن هذه الأزمات السياسية التي تشهدها بلدان المنطقة لفتت انتباه القاعدة التي تريد اقتحام نفسها فيها«، محذرا في المقابل من أن »اعتداءات الإرهابيين قد تكون لها تداعيات مُخلّة بالنظام على البلدان التي تواجه تحديات ومراحل انتقال ديمقراطي صعبة«. وقد سبق لمنسق مكافحة الإرهاب في كتابة الدولة الأمريكية أن كشف في زيارة له إلى الجزائر مطلع شهر مارس الماضي بأن التطورات التي عرفتها المنطقة المغاربية، وبخاصة الوضع في ليبيا، ستفتح الباب أمام تنامي النشاط الإرهابي من خلال سعي تنظيم »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي« إلى استغلال الوضع للحصول على السلاح، مؤكدا أن واشنطن منشغلة بهذا الوضع، وأشار حينها إلى أن التحرّك الأمريكي في المنطقة يهدف بالأساس إلى تبادل المعلومات. وتجدر الإشارة إلى أن إستراتيجية الولاياتالمتحدةالأمريكيةالجديدة لمكافحة الإرهاب التي تم الكشف عنها في شهر جوان الفارط تحدّد المسعى الذي انتهجه الرئيس »باراك أوباما«، قد لجأ إلى تكييفه خلال السنتين الأخيرتين من أجل الوقاية من الاعتداءات الإرهابية. وحول هذا الموضوع سبق للمستشار الرئيسي للرئيس الأمريكي في مجال الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب، »جون برينان«، أن أوضح بأن إستراتيجية مكافحة الإرهاب »ليست إلا جانبا من إستراتيجية الأمن الوطنية الشاملة للرئيس أوباما«، مشيرا إلى أن مبادرات مكافحة الإرهاب تستهدف أساسا »الشبكة التي تشكل تهديد مباشرا بالنسبة للولايات المتحدة ألا وهي القاعدة والجماعات التابعة لها وأعضائها«.