تعيش بلدية "موكلان" الواقعة شمال غرب ولاية سطيف، أزمة حادة في التزود بمياه الشرب، وذلك على مستوى مختلف التجمعات السكنية، حيث تعد هذه البلدية نقطة سوداء في التغطية بمياه الشرب، على الرغم من استفادتها من العديد من المشاريع الخاصة بالقطاع. تتكون بلدية "موكلان" من مجموعة من القرى والمداشر المتباعدة فيما بينها، والتي تقدر ب14قرية هي واحدة من أكبر البلديات التي تعيش أزمة مياه حادة سواء على مستوى مركز البلدية أو التجمعات السكنية الأخرى، حيث تعرف البلدية نسبة تغطية جد ضعيفة لم تتجاوز 50 بالمائة، على الرغم من أن البلدية قد استفادت من العديد من المشاريع الخاصة بهذا المجال، والذي أرجعه البعض إلى الطبيعة الجيولوجية للمنطقة، والتي تعرف شحا كبيرا من حيث الموارد المائية الباطنية، هذا واستفادت البلدية من إنجاز نقب على مستوى منطقة "ذراع الحاج"، وهو المشروع الذي كان ينتظر منه تغطية العجز المسجل على مستوى العديد من القرى بالبلدية، على غرار كل من قرية "وادي المالحة"، "المشتة"، "زرزر" و"لعقاقين"، إلا أنّ ذلك لم يتحقق بفعل النقص في قوة الضخ على مستوى المحطة. كما عرفت البلدية خلال المرحلة الأخيرة، مشروع إنجاز نقب بقرية "زرور"، الواقعة على الحدود مع بلدية "تالة إيفاسن"، بقوة ضخ تصل إلى 6ل/ثا، إلا أنّ هذا المشروع لا يزال خارج مجال الاستغلال، بسبب عدم تزويده بمحطة كهرباء، وهو ما جعل معاناة المواطنين بهذه القرية متواصلة، ويبقى المواطنون يعتمدون على الطرق البدائية في جلب المياه من الينابيع، أو بالاعتماد على الآبار الخاصة، أو اقتناء صهاريج المياه، وفي الوقت الذي باء فيه النقب الأول بالفشل، ولم يدخل النقب الثاني حيز الاستغلال، تبقى هذه القرى المذكورة وغيرها تعرف أزمة مياه حادة، خاصة ونحن في فصل الصيف وشهر رمضان، في سياق مواز استفادت منطقة "مستحم" من مشروع إنجاز نقب مائي، ستنطلق أشغاله في الأيام القليلة القادمة، وحتى مركز البلدية هو الآخر لم يسلم من هذه الندرة في التزويد بمياه الشرب، حيث تزور المياه حنفياتهم مرة في اليومين، بتوقيت زمني لا يمكن أن يفوق النصف ساعة. من جهة أخرى استفادت البلدية من مشروع ضخم كشف عنه مدير الري لولاية سطيف، والذي ستنطلق أشغاله في الأيام القليلة القادمة، يتعلق بإنجاز أكبر نقب على مستوى الولاية، والذي يصل عمقه إلى حوالي 700 متر، حيث سيتم إنجازه في منطقة "جبل هلال"، من أجل القضاء على مشكل المياه بالبلدية، موضحا بأنه وفي حالة فشل المشروع فسيتم تزويد المنطقة عن طريق سد "تيشيحاف" أو غيره من السدود الكبرى، في إطار برنامج التحويلات الكبرى.