بدأت قوافل المتسوّلين تصل إلى ولاية بجاية قادمة من الولايات المجاورة والمناطق القريبة منها، وهي الظاهرة التي باتت أمرا عاديا في هذه المناسبة تحديدا في كل عام، فهؤلاء "المتسوّلون" كثيرا ما يختارون العشر الأواخر من شهر رمضان الفضيل ليحجوا إلى الولاية. تبدو هذه الأيام شوارع بجاية مزدحمة ومكتظة بالعائلات التي تحمل أطفالها الرضع، وتختار زوايا لها على مقربة من أبواب المساجد والأسواق والمحلات الكبيرة وغيرها، لتمد أياديها إلى عامة الناس متبوعة بالدعاء والمسكنة في محاولة منها لكسب عطف المارة، ومن ثمة الحصول منهم على بعض الدراهم، غير أنّ هذه الظاهرة في كل الأحوال باتت تبدو على قدر كبير من السلبية ذلك أنها أضحت تسيء إلى صورة المجتمع الجزائري عموما، وقد سعت الدولة من خلال تدخلات أعوان الأمن العمومي إلى مجابهتها، إلا أنّ هؤلاء ما عادوا يخشون شيئا، فالملاحظ هو تمسكهم الدائم بعاداتهم التي لا تمت بأية صلة لديننا الحنيف ولا إلى قيمنا ومقوماتنا الأصيلة، وفي ذات السياق سعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى تنظيم عملية جمع أموال الزكاة والعمل على توزيعها بصورة عادلة على العائلات المعوزة والفقراء وذوي الحاجة، وهذا بغض النظر عن عمليات التضامن الإنساني من خلال توزيع قفة رمضان، وضمان العمل بمطاعم تعرف بأنها "مطاعم الرحمة"، وهو ما يعني أنه لا حجة لتلك العائلات التي تشوه سمعة المجتمع الجزائري للقيام بمثل هذه السلوكيات الخبيثة من أجل بعض المال.