شن أمس المئات من المواطنين القاطنين بعدة بلديات بولاية سطيف، حركات احتجاجية، تمثلت أساسا في غلق مقرات البلديات وحرمان الموظفين من الدخول والخروج منها، احتجاجا على ظروف اجتماعية بحتة. ففي بلدية "الحامة" واصل أمس مواطنون يقطنون تجمع "لعرابة" أحد أكبر التجمعات السكنية بالمنطقة غلق مقر البلدية لليوم الثاني على التوالي، ومنع الجميع من الالتحاق بها، ووضع أحد ممثلي السكان الذين تحدثنا إليهم مشكلة الماء في مقدمة الانشغالات، ثم وضعية الطرقات، ناهيك عن غياب التهيئة بحيهم، وعلمنا أنّ مصالح الأمن المحلية المتعززة بحوالي 08 شاحنات من قوات التدخل السريع، قد اصطدمت بالمحتجين وقامت بعملية توقيفات شملت حوالي 23 محتجا، جعلت أحدهم يتخذ من بناية تجاور مقر البلدية مكانا ليهدد فيه بالانتحار إن لم يتم إطلاق سراح أحد أقربائه. هذا وقد تحولت البلدية بعدها إلى فوضى عارمة، سيطر فيها منطق الكر والفر بين رجال الأمن والمحتجين الذين تعرض العديد منهم لجروح وإصابات متفاوتة، وفي بلدية "عين الحجر" الواقعة جنوبا انتفض سكان قريتي "أولاد شبل" و"أولاد قاسم" ضد العطش الذي لازمهم طيلة سنوات، وأكدوا للخبر بأنهم احتجوا بعد أن استهلكوا الوعود الجوفاء التي تلقوها من السلطات المحلية، ولعل أبرز مظاهر المعاناة أزمة المياه الخانقة التي تتخبط فيها العائلات، كما يشكو سكان القريتين من وضعية الطريق البلدي رقم 430 الذي يربط مركز البلدية بالطريق الولائي رقم 64 على امتداد حوالي 13 كيلومترا، حيث صار لا يصلح تماما للسير، ورفضوا أيضا الحديث إلى رئيس الدائرة ونائب برلماني. ومن جهتهم تجمع صباح أمس، العشرات من سكان قرية "ستيتة" ببلدية "بئر العرش" بسطيف أمام مقر دائرتهم، احتجاجا على أزمة المياه المتواصلة منذ سنوات، والتي تواصلت معها معاناة المواطنين في الظفر بقطرة ماء، أمّا ببلدية "العلمة" فقد تجمع أمام مقرها ليلة أول أمس عشرات المواطنين القاطنين بالحارات والسكنات الهشة، مطالبين السلطات المحلية بتبرير التأخر في منحهم مفاتيح الشقق التي استفادوا منها، وقد دفعت مياه الأمطار المتساقطة بالمنطقة السكان للاحتجاج.