سجلت الشركة المصرية «أوراسكوم تيليكوم» القابضة تراجعا في سوق التعاملات في البورصة طيلة يوم أمس، وهو الأمر الذي أرجعه عدد من خبراء السوق المالية إلى مسارعة وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال إلى نفي أنباء عن حصولها على تقييم فرع المتعامل المصري في الجزائر «جيزي». هبط سهم «أوراسكوم تيليكوم» القابضة المصرية في بداية معاملات يوم أمس بأكثر من ثلاثة بالمائة بعد نفي الحكومة الجزائرية حصولها على تقييم لوحدة الشركة في الجزائر «جيزي». وكان مصدر بوزارة البريد الجزائرية أبلغ وكالة «رويترز» قبل يومين بأن الحكومة لم تحصل بعد على تقييم لوحدة «جيزي» التابعة لشركة «أوراسكوم تيليكوم» وذلك بعد أن ذكرت أنباء أنه جرى تقييم فرع المتعامل المصري بنحو سبعة مليارات دولار، وأفاد المصدر «لم نحصل على تقييم لوحدة جيزي بعد. من السابق لأوانه الحديث عن أرقام..». ومنذ الساعات الأولى ليوم أمس جرى تداول سهم شركة «أوراسكوم تيليكوم» عند 3.56 جنيه مصري بما يعادل انخفاضا بنسبة 1.66 بالمائة بعد مكاسب وصلت إلى 17 بالمائة في آخر جلستين، في حين خسر المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية 0.22 بالمائة في مستهل التداول، وحددت «باركليز» يوم الثلاثاء السعر المستهدف لسهم «أوراسكوم تيليكوم» عند 4.40 جنيه، بينما خفضت يوم الأربعاء «اتش.اس.بي.سي» السعر المستهدف لشهادات إيداع «أوراسكوم تيليكوم» إلى 4.70 دولار من 5.20 دولار. وقال «إبراهيم النمر»، مدير إدارة التحليل الفني بشركة «النعيم» للوساطة في الأوراق المالية، إنه «من الطبيعي جدا هبوط اليوم بعد نفي شائعة أوراسكوم تيليكوم»، وأضاف في السياق ذاته «أتوقع وصول المؤشر لمستوى 4300 نقطة في حالة فشل أوراسكوم تيليكوم في كسر مستوى 3.75 جنيه وموبينيل في كسر مستوى 109 جنيهات». وجرى تداول سهم «موبينيل» عند مستوى 100 جنيه بانخفاض 2.85 بالمائة، وقد أوضح «حسام أبو شملة»، رئيس قسم البحوث بشركة «العروبة» للسمسرة في الأوراق المالية، أنه «كان لا بد من إيقاف تداول سهم أوراسكوم تيليكوم من بداية الأسبوع لحين اتضاح حقيقة الخبر وعدم وضع المتعاملين أمام شائعات بدون تأكيدها أو نفيها». وعموما فقد اتفق خبراء سوق المال أمس على أن يسير السوق بشكل عرضي مائل للهبوط متأثرا بعدم وجود تأكيدات لما تم نشرة حول تقييمات «جيزي»، حيث توقع «محمد صلاح الدين» أن يأتي تصريح مسئول وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال عن عدم تلقيها أي تقييمات من مكتب «شيرمان». واتفق معه الخبير «عبد الرحمن لبيب» رئيس قسم التحليل الفني بشركة «الأهرام» للسمسرة الذي أكد أن السوق سوف يسير في تحركات عرضية مائلة للهبوط. وشدّد «لبيب» على ضرورة التعامل بحزم مع الأخبار المبهمة التي يتم الإعلان عنه دون تحديد مصدرها ويتم تكذيبها بعد ما يحدث بعض التكسب السريع على السهم، لافتا إلى أن مصداقية الخبر هي العامل الأساسي للأداء الايجابي للسوق . وكما هو معلوم فإن فرع «أوراسكوم تيليكوم» في الجزائر الذي يحمل العلامة التجارية «جيزي» يُعتبر أكبر مصدر منفرد للإيرادات في للشركة الأم التي تخوض نزاعا مع الحكومة بشأن ضرائب متأخرة منذ عام 2009. وأورد «أحمد عادل» محلل قطاع الاتصالات بشركة «نعيم» للوساطة في الأوراق المالية في تصريح لوكالة «رويترز» قائلا: «كنا نستبعد صحة التقييم منذ البداية. لأنه حتى في حالة الوصول لهذا الرقم (سبعة مليارات دولار) فهو غير ملزم للحكومة الجزائرية».