أثار البيان الذي نشرته وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بداية هذا الأسبوع بخصوص ارتفاع نصاب الزكاة إلى أكثر من 46 مليون سنتيم، أي بزيادة وصلت إلى حوالي 13 مليون سنتيم مقارنة بالعام الماضي، الكثير من التساؤلات، لكن العارفين أرجعوا الأمر إلى لهيب أسعار الذهب في الأسواق العالمية، وتشير التوقعات إلى إمكانية تحصيل ما لا يقل عن 12 مليار دولار من هذه العملية. أشار الخبير الاقتصادي «بشير مصيطفى» إلى أن ارتفاع نصاب الزكاة لهذه السنة «أمر طبيعي»، مستندا في ذلك إلى الزيادة القياسية التي شهدتها أسعار الذهب في الأسواق الدولية، مؤكدا أنها ارتفعت من 1400 دولار إلى 1790 دولار للأوقية مع توقعات بارتفاعها خلال الأيام المقبلة إلى 1800 دولار للأوقية، ولفت إلى أن هذا الأمر يعود إلى عدم ثقة المستثمرين في السندات بسبب التقلبات التي تعرفها البورصات عل خلفية الأزمة العالمية الحالية. ومن هذا المنطلق يعتبر الدكتور «مصيطفى» في تصريحات صحفية أن نصاب الزكاة شهد ارتفاع متواصلا في السنوات القليلة الماضية للسبب ذاته، وقد قدّم قراءة اقتصادية في هذا الموضوع بقوله: «الزكاة مرتبطة بالذهب، فكلما ارتفع سعر الذهب كلما انخفضت القدرة الشرائية لأن شراء الذهب يعني تخزين النقود، أي تقليص السيولة في السوق، ما ينتج عنه قلة الادخار ورفع نسبة الفوائد ونقص الاستثمارات»، مضيفا أن «تراجع الإنتاج الذي يُؤدي بدوره إلى ارتفاع الأسعار الذي يتسبب في تراجع القدرة الشرائية». وخلال السنوات الأخيرة ارتفع نصاب الزكاة بشكل لافت، فبعد أن كان في حدود 15 مليون سنتيم في العام 2008 حيث بلغ حينها سعر الغرام الواحد من الذهب من عيار 18 قيراطا حددته الوكالة الوطنية لتحويل وتوزيع الذهب ب 1790دج، أصبح هذا النصاب في 2009 عند 19 مليون سنتيم و9750 دج باعتبار أن الغرام من الذهب بلغ 2350 دج، ثم ارتفع مرة أخرى السنة الماضية إلى 33 مليون سنتيم و5750 دج بعدما بلغ سعر الغرام الواحد من الذهب عيار 18 قيراط 3950 دج، ليصل هذا النصاب هذا العام إلى 46 مليون سنتيم و7500 دج بعدما بلغ سعر الغرام من الذهب 5500 دج. وعلى الرغم من أن توقعات الخبير الاقتصادي «بشير مصيطفى» تذهب إمكانية أن يصل تحصيل الجزائر السنوي من أموال الزكاة إلى ما يزيد عن 12 مليار دولار، إلا أنه سجّل في المقابل «الضعف الكبير» في جمع أموال الزكاة بسبب ما أسماه «ضُعف آلية الجمع»، بحيث لا تجمع وزارة الشؤون الدينية حاليا إلا 1 بالمائة من مجموع أموال الزكاة حسب الخبير الذي دعا بالمناسبة إلى إعادة النظر في تنظيم عملية التوزيع. وكشف المتحدّث أنه سلّم الحكومة الصيف الماضي الحكومة مشروعا يهدف إلى إنشاء «صندوق توظيف الزكاة» لمحاربة البطالة والفقر.