تطرح نسبة تزايد انتشار داء السكري وعلى الخصوص من المستوى “2′′ المعروف أيضا ب” الدهني” بمنطقة غرداية وضعا مقلقا، كما أوضح المختص في أمراض الدم بمستشفى غرداية الدكتور “اروق محمدي”. هذا الداء الذي يتميز بزيادة مزمنة في السكر بالدم ينتشر بشكل واسع في أوساط السكان الذين تتجاوز أعمارهم سن الخمسين، وهم عادة لا يدركون أنهم مصابون بهذا المرض، كما أوضح الدكتور “محمدي” في إطار الاحتفالات باليوم العالمي للتحسيس حول داء السكري، وحث ذات الأخصائي الأشخاص المعرضين للإصابة بهذا المرض للقيام بالكشف المبكر. وتتعدد عوامل الإصابة بهذا الداء ومن بينها على وجه التحديد عوامل وراثية وجينية وفرط الوزن والسمنة لدى المرضى والخمول والإفراط في التغذية، وأضاف ذات المتحدث أن هذه العوامل ذات الأخطار تتطلب يقظة جادة ومنتظمة من أجل تجنب تعقيدات الداء الذي يؤثر على الكلى والقلب والعيون، ومن جهته أوضح البروفيسور “محمد تمار”، الأخصائي في أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم، أن داء السكري لم تنجو منه منطقة الواحات بالجنوب الجزائري التي تحصي أكثر من 13 في المائة من السكان في سن الأربعين سنة فما فوق، قد تعرضوا للإصابة به، كما تشكل أيضا عدة عوامل متلازمة مرتبطة بالسمنة وارتفاع ضغط الدم والاضطرابات من الأسباب التي تؤدي إلى انتشار هذا المرض في أوساط الأطفال في سن المراهقة، وهذا حسب الدراسة التي أعدها البروفيسور “ساري أحمد” من المركز الاستشفائي ب”باينام” بالعاصمة، كما أضاف البروفيسور “تمار”. وأكد ذات المتحدث أن اعتماد نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة الجسمية تعد من أهم العوامل المساعدة على تسيير هذا المرض على المستوى العالمي، كما أبرز أهمية الكشف المبكر من أجل التقليص من التعقيدات العديدة التي يتسبب فيها المرض والتي تثقل كاهل الصحة العمومية، هذا وأجمع العديد من الأطباء الممارسين بغرداية على ضرورة تحسيس السكان لا سيما الشريحة المعرضة للإصابة بهذا الداء المزمن حول أهمية الكشف المبكر، وذلك بما يسمح بتجنب التعقيدات وضمان التكفل المناسب بالمصابين. إطلاق عملية إحصاء شامل للمصابين بذات الداء لتحديد أسبابه وفي ذات الإطار أطلقت جمعية مرضى السكري لولاية غرداية بالتعاون مع مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عملية إحصاء شامل للمصابين بداء السكري على مستوى الولاية، ويرمي هذا الإحصاء الشامل إلى الكشف وتقييد مجموع المصابين بهدف ضمان تكفل طبي جيد بالمرضى وتحديد أسباب انتشار هذا الداء بالولاية. ويشكل هذا الإحصاء قاعدة معطيات موثوق بها والتي ستسمح بإعداد برنامج للوقاية ضد التعقيدات المرضية لا سيما منها أمراض القلب والشرايين واحتشاء عضلة القلب وحوادث السكتة الدماغية وآفات القدم السكري، كما أوضح مسؤولو الوقاية بمديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات. هذا ويجري تنظيم أيام تحسيسية حول داء السكري بغرض حث الفئات العمرية المعرضة للإصابة بهذا المرض على القيام بالاستشارات الطبية اللازمة وعلى ممارسة الرياضة البدنية.