حذر البروفيسور رشيد مالك، رئيس مصلحة الطب الداخلي بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية بسطيف، من تنامي معدلات الإصابة بداء السكري في الجزائر، لا سيما السكري من النوع الثاني الذي يقدر معدل الإصابة به ب 8,8 بالمائة من مجموع السكان، منهم 1.700.000 مصاب تفوق أعمارهم 30 سنة، ملفتا إلى أن سكان مناطق الجنوب الجزائري أقل عرضة للإصابة بهذا المرض، حيث لا تتجاوز نسبة الإصابة 2 بالمائة، نظرا لالتزامهم بالنظام الغذائي الصحي وممارسة النشاط البدني. ونبه البروفيسور رشيد مالك خلال يوم برلماني، إلى أن عدة فئات عرضة لخطر الإصابة، ويتعين عليها الخضوع للكشف المبكر، منها الأشخاص المصابون بارتفاع ضغط الدم، السمنة والأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي. وفي هذا السياق يوضح البروفيسور منصور بروري، رئيس مصلحة الطب الداخلي ببئر اطرارية ورئيس اللجنة الوطنية للأمراض غير المعدية، أن 80 بالمائة من الحالات المصابة بالسكري من النوع الثاني تعاني من السمنة. مضيفا أن عدة دراسات عالمية وجزائرية أظهرت أن ما بين 20 و40 بالمائة من المصابين بالسكري عرضة للعجز الكلوي. ومن جانبه، يكشف البروفيسور سليمان خالفة، رئيس الجمعية الجزائرية لعلم أمراض السكري، أن خطورة هذا الداء تكمن في التعقيدات الصحية التي قد تنجم عنه عندما يستمر ارتفاع نسبة السكر، أهمها العجز الكلوي وأمراض القلب. ويلفت إلى أن السكري من النوع الأول يصيب فئة الأطفال والمراهقين والبالغين ما دون 30 سنة، في حين يستهدف السكري من النوع الثاني الشريحة التي تتراوح أعمارها بين 35 و40 سنة، ويبقى هذا النوع صامتا طيلة عدة سنوات، مما يظهر أهمية الكشف المبكر لتفادي هذا النوع من السكري الذي قد يعود إلى الاستعداد الوراثي، كما قد يعود إلى سوء النظام الغذائي، حيث يبقى تحسين التكفل السبيل الأمثل للتقليل من نسبة الوفيات في وسط المصابين. وبدوره، يؤكد البروفيسور عيسى بوديبة، رئيس مصلحة داء السكري والغدد الصماء، أن مكافحة انتشار داء السكري الذي يهدد شريحة شابة من المجتمع بالدرجة الأولى، لا تتوقف على التشخيص المبكر والحملات التحسيسية، إنما يجب ضمان استمرارية البرامج الوقائية على كافة مستويات المجتمع بمشاركة كل شركاء قطاع الصحة، نظرا للتأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والبشرية. وبلغة الأرقام يقول السيد نور الدين بوستة، رئيس الفدرالية الوطنية لجمعيات مرضى السكري، يوجد في الجزائر أكثر من 3 ملايين مصاب بالسكري، من ضمنهم 25 بالمائة من فئة الشباب. كما أن 25 إلى 30 بالمائة غير مؤمنين اجتماعيا من مختلف الأعمار. ولخص مسؤول الفدرالية الوطنية لجمعيات مرضى السكري، انشغالات مرضى السكري، في التكفل الكلي بهذه الشريحة داخل المؤسسة الاستشفائية وتدعيم هذه الأخيرة بالعتاد الخاص بها كأشعة الليزر، تدعيم ولايات الجنوب بالأطباء المختصين، تكوين الأطباء العامين في مجال التكفل بمرض السكري، تعميم إنشاء دور السكري على المستوى الوطني، متابعة الأطفال المصابين بداء السكري داخل المؤسسات التربوية وتوفير الأحذية الخاصة بهم، وتوفير مناصب شغل للشباب المصاب في إطار الشبكة الاجتماعية.