أشرف أوّل أمس، نادي الإعلام الثقافي بقاعة الأطلس، على تقديم شريط وثائقي سمعي الموسوم “الجزائر هكذا شاء القدر”، هذا الشريط الملحمي أنتجته شركة “أم.أس.للاتصال”، واشترك في إنجازه ثلة من الإعلاميين الشباب في مجال السمعي البصري بالإضافة إلى مختصين في التاريخ. الشريط أذاع على مدار 52 دقيقة تسجيلات جدّ نادرة تمّ تسجيلها خلال وبعد الاستقلال تحتوي على تصريحات لقادة جزائريين وفرنسيين، وهو يوثّق لكفاح الشعب الجزائري إبّان الثورة التحريرية المظفّرة ودور أبطالها وقادتها في نيل الاستقلال. العمل كتب نصه رشيد مزيان، وأخرجه كمال حاج يوسف، وصحّح النص عز الدين زنداقي، أمّا التعليق الصّوتي كان للممثل القدير مدني نعمون الذي استطاع بقوة صوته وحماسه أن يزلزل قلوب الحاضرين، ويخلق جوا مهيبا بالقاعة، صوت بالفعل تقشعر له الأبدان ويسلب الأذهان. هذا العمل الملحمي سلّط الضوء على التاريخ الثوري للجزائر وما عرفه شعبها من نضال وبسالة في الكفاح في وجه الإستدمار الفرنسي، و”هكذا شاء القدر” حسب أصحاب العمل وتخليدا للذكرى الخمسين لعيدي الاستقلال والشباب “أن يكون للوطن وطن وللجغرافيا عنوان، وأن يكتب التاريخ أحرفه من نور، وأن تروى لأجيال اليوم بطولات شعب أبدع نموذجا خرافيا لثورة ألهمت العالم”.. وقد حضر لمتابعة هذا العرض زخم من الإعلاميين و الوجوه المعروفة من الفنانين والممثلين، من بينهم عبد النور شلوش الذي أوضح ل “الأيام” إعجابه بالعمل وأكد ذلك قائلا: “أبارك مثل هذه المبادرات التي تصبّ في إطار التعريف بثورتنا المجيدة وتعزّز أواسر اللحمة والمحبة بيننا، أشجّع فيهم هذا الحماس وروح الإبداع، فالعمل جدّ ناجح، فقد أشرف عليه المخرج الكبير كمال حاج يوسف وهو معروف بالعديد من الأعمال الإذاعية الناجحة وله خبرة أهلته ببراعة لإخراج مثل هذه الأعمال الملحمية التي أبدا ليست بالعمل السهل، لكن هذا العمل افتقد للجانب الدرامي حيث اقترحت على أصحاب العمل إقحام الجانب التمثيلي لبعض الممثلين المقتدرين في هذا المجال، وبالنسبة للمؤثرات الصوتية فقد كان صوت مدني نعمون أقوى من مدافع فرنسا، وهو ممثل قدير وله باع طويل في التمثيل المسرحي والتلفزيوني، فحقيقة أعجبت كثيرا بهذا العمل وأتمنى أن تعمم هذه التجربة”. وعبّر من جهته الفنان مدني نعمون ل”الأيام” عن فرحته بمشاهدة هذا العمل مجدّدا قائلا: “لقد شاهدت هذا العمل مثلكم تماما وتفاجأت بإعادة إحيائه اليوم من قبل فريق هذا العمل، فإن لم تخني الذاكرة هذا العمل لديه أكثر من 13 سنة، وقد كانت سعادتي عارمة وأنا أستمع لهذا العمل الملحمي ولي عظيم الشرف أن أشارك فيه بصوتي فهذا أقلّ شيء يمكنني تقديمه للجزائر، و إن أتيحت لي الفرصة للقيام به للمرة الألف ما ترددت أبدا وفي كلّ مرة سأعطيه نفسا أعمق وأقدمه بحماس وحب أوثق، أتمنى من الأجيال اللاحقة أن تقدم للجزائر الأحسن و الأروع دائما”. أمّا بالنسبة لمديرة الإنتاج الشابة الواعدة هدى برباش فقد أفادتنا بأنها: “أوّل تجربة لي في مجال الإنتاج، و كان صاحب الفكرة المخرج الكبير “كمال حاج يوسف” وهو مخرج معروف بالإذاعة الوطنية و نال العديد من الجوائز في مجال مسرح الطفل و أعمال أخرى، و ليس صدفة أن تكون بدايتي المهنية مع الثورة المظفرة بل هذا نابع من حبي العميق للجزائر “.