ممثل بارز تميز بقوة شخصيته وجودة أدائه وفصاحة لسانه، بدايته الفنية كانت في السبعينيات بمسلسل ''زينة'' الذي تقمص فيه دورر عامر ومسلسل ''كنزة''، لتتوالى بعدهما عشرات الأعمال الناجحة، جسد من خلال بعضها دور شخصيات ثورية وتاريخية هامة، منها شخصية الأمير عبد القادر، كما قدم في السنوات الأخيرة أدوارا حاسمة في أعمال مشتركة (سورية جزائرية)، أهمها ''سحر الشرق''، ''تمر حنة''، ''عذراء الجبل''.. وآخرها ذاكرة الجسد للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي والمخرج نجدة أنزور، عن تقييمه لهذا الدور ونظرته الحالية للدراما الجزائرية وتصوراته المستقبلية، كان لنا هذا الحوار الهام مع الممثل القدير عبد النور شلوش... ''المساء'': ما رأي الممثل عبد النور شلوش في التجربة المشتركة الجزائرية السورية؟ عبد النور شلوش: أعتبرها خطوة هامة مفيدة وضرورية أيضا، ولي شخصيا هي إضافة جديدة إلى رصيدي الفني، فالدراما السورية مشهود لها بالحبكة والتميز وهذا سر نجاحها وانتشارها عربيا. - ما تقول عن ذاكرة الجسد، وعن اللغة العربية في هذا العمل؟ * تبين من خلال هذا العمل أن اللغة العربية تواكب الرواية والملحمة الشعرية والقصة أيضا، وليست مقتصرة على المسلسلات التاريخية فحسب، فمجال تداولها واسع وواسع جدا، وهذا بقدر جمالها ورقة تعابيرها وعمق مراميها. - بما أمدتك مشاركتك في هذا العمل الأخير ''ذاكرة الجسد''؟ * كما شاهدتم، تقمصت دور دبلوماسي جزائري، المؤكد أن مساهمتي في هذا العمل الدرامي (ذاكرة الجسد)، أمدتني بثقة كبيرة في النفس وفي قدراتي إلى درجة أني أجد نفسي قادرا على اقتحام الشاشة العربية بكل ثقة ودون خوف. - ماذا أكسبك احتكاكك بالأشقاء السوريين من ممثلين؟ * أكسبني صداقات متينة بالممثل جهاد سعد وغيره، إلى جانب حب مضاعف واحترام متبادل كان قبل وتعزز بعد، كما جعلني أتعرف على مخرجين أكفاء منهم نجدة أنزور الذي أعجبت بطريقة عمله، فهو مخرج بارع بالفعل. - ماهي آ خر أعمال الممثل عبد النور شلوش؟ * شاركت منذ فترة في مسلسل بعنواند ''العصفور المنفي''، وبعيدا عن الأداء الفني والتمثيل، أنا اليوم عضو في لجنة قراءة النصوص للأعمال الإذاعية. - كيف ترى الدراما الجزائرية اليوم؟ * هي تحتضر في انتظار النجدة... - ما الذي أوصلها إلى هذا الوضع؟ * التهميش وسوء التسيير. - ما الحل لانتعاشها في رأيك؟ * فتح القطاع السمعي البصري وعقد شراكات مع الخارج، إعادة الاعتبار للفنانين الكبار، إعطاء فرصة للمواهب الشابة.. فتح مسارح.. والأهم دعم القطاع الخاص والشراكة، فهذان من شأنهما أن يفتحا آفاقا رحبة لعالم الإنتاج التلفزيوني والسينمائي. - رغم هذه النظرة التشاؤمية المرسومة على محياك، نلمح بريق أمل، فما الذي سيعيد الأمل إلى الحياة الفنية والفنان بصفة خاصة؟ * صراحة، وضع الساحة الفنية حاليا ينذر بالخطر وبالموت الوشيك، لكن هناك طبعا فسحة الأمل، فنحن ننتظر ما سيسفر عنه قانون الإعلام الجديد ونأمل أن تفتح أبواب للقنوات الخاصة في مجال السمعي البصري لتقضي على الركود الذي يشهده المجال حاليا، إضافة إلى الرداءة التي طغت على إنتاجه، ربما كانت السنة الجديدة سنة خير وسنة تغيير إلى الأحسن طبعا.. فلابد للقطاع السمعي البصري عندنا من مواكبة المستجدات ومسايرة عالم التكنولوجيا، لأننا بتأخرنا عن الركب وقعنا في نفق الرداءة، فلننظر إلى أشقائنا وما وصلوا إليه بفضل مواكبتهم للتكنولوجيا وفتحهم للقطاع الخاص على مصرعيه، فلدينا الإمكانات البشرية والمادية التي تؤهلنا للنجاح والوصول إلى مبتغانا، ونحن في انتظار أن يتحقق الأمل المنشود... وشكرا.