بقلم: إدريس الجرماطي/ المغرب يقال أن الآلام قوة تصنع منك شجرة، وأنا أقول أن الكتابة قوة تصنع منك أشجارا ذات الجذور التي لا تنقطع، وعنوان الإبداع طبعا طريقنا إليه... ليس سهلا الولوج إلى عالم الكتابة دون أن تصادفك معسكرات قد تؤدي بك إلى إسقاط قواك وتنتهي دون أن تبدأ وأن تنطفئ قبل الاشتعال في أحيان كثيرة. رغم أن الكتابة حرب تجعلك مختلفا عن الآخر الذي لا يرى مستنقعات ما حولك من آلام وهموم من تلك الممارسة الشاقة التي تجعلك في حرب محبوبة إليك وألما معشوقا ، والإبداع يمارس المبدع أبديته التي مثلها يترجاها الأغنياء ذوو الفكر القاروني الذين لا يعرفون كيف يمارسون البقاء بلغتهم الثراء والغنى الفاحش ، والإبداع وحده هو الذي يصنع البقاء الآخر بعد انجلاء جسد كان يبحث عن الخلود بطرقته الخاصة ، فيجده طبعا إن كان يرسم ملامح وجهه الغابر في أعماقه بلغة الحرب المحبوبة ألا وهي الكتابة والإبداع اللذان هما الحياة.... لقد ظن الجميع أن بداية كتابتي مجرد حمق كبير لم يكن التصديق كنت أهرول من غير وقت أريد أن يرى الكل ما نشر لي في أول يوم يومها معك يا أستاذي خالد مشبال، أحسست أني نبي وربما أحيانا ملاك إنها اكبر من أن تكون إمبراطورا جيدا في ولاية عهده حقا بالكتابة نعيش ولولاها لا ادري أين ستجدني اليوم ... ومن هنا انتقل إلى النص أو الموضوع الذي وجد على بوابة الانتظار لسؤال عريض ومهم لأهميته لان البداية طبعا هي البوابة التي تنطلق بك إما بعيدا أم قريبا قرب الصفر ربما هو الخربشة الأولى وما يصادفها من عرقلة إما أن تصبح ملامحها للاستمرار والعطاء أو عكس ذلك من تقوقع وانحلال وبالتالي الاستسلام والحكم على المبتدئ بإقصاء ابدي في حياة هي له في الأصل..وهنا استحضر قول كافكا “أن تكتب يعني أن تهرب من معسكر الحرب ” قد يعني المفكر هنا بالمعسكر تلك العصي والعراقيل التي تصطدم بالمبدع في أوج عطائه الذي هو البداية، ولنعلم أن الكتابة هي رسالة يحملها إلينا مولود قادم من آهاتنا وكوامننا وهي خلق وجنون ووله وحياة..والكتابة سلطان يرحل بك بعيدا عن عوالم العادة ويشدك أينما وجدك لتضع له مفاتيح أنفاسك حيث يتخلص منك للتوقيع لك وبالتالي تتخلص منه أنت كولادة عسيرة تمتلكك فبل نفسك أحيانا والى الآخرين في اغلب الأحيان لكن في النهاية يكون لك عرش ما كتبت وللآخرين مسؤولية الحفاظ عن مواليدك لما تسقط ريشتك جسديا بينما الروح هنالك شاهدا عليك في كل ملتقيات تهتم بك وربما بالنسبة إلى أحفادك تكون مجرد ذكرى أما أنت فهناك حيث الهنا والهناك سيان وكلاهما في حياة تسمى حياة اللا حياة وبقاء ملؤه الكان عليك، وحينها تكون مجرد كان والسطور تعلو جدارات وجودك لماض بالنسبة إلى جسدك يعني النهاية. إنهم كثيرون من هم باحثون عن جادة الحياة والبقاء لذلك تكون بالنسبة إليهم ذلك الذي تمنوا أن يكونوه ، فعلى الأقل يجب أن تعلم أنهم إن وجدوا أن تكون الضحية ويكونوا هم مجرمون بلا أية جريمة وحجتهم إذاك انك تكتب وهم لا يستطيعون تدوين مكتوباتهم، ولكن إن فهمت اللعبة فستتجاوز الألعوبة بدقة التمعن في معسكراتهم وبالمواجهة برغبة في الاستمرار ورسم قوافيك بالمعنى الهادف الذي لا يمكن أن يترك للحاقدين لك مكانة في أوساط الحاقدين جميعا لك.. كل يشكو آلامه وآماله، فهناك من يصف لك الكتابة بالعبثية وفقدان الوقت وكأنه يريدك أن تضع القلم وتجلس مستظلا بالجدران وتنم في هذا وتعيث في ذاك، بينما تكون خير الإجابة حينها هي رسم مواعيد البقاء مع المحيا الجميل الذي هو الكتابة، ونعم القرار...ولكم القرار ولنا الصمت والانتظار، والصمت لا يعني إلا الصراخ بنحر المداد على القراطيس والحياة....