الأفلام القصيرة الخمسة.. قضايا اجتماعية في قالب نفسي تمحورت مواضيع الأفلام القصيرة الخمسة التي عرضت بمتحف السينما لوهران في إطار فعاليات هذا المهرجان حول قضية البحث عن مصدر السعادة وتحقيق الأحلام والتطلع نحو المستقبل والحب الأسري من أبرز المواضيع التي أماطت اللثام عنها وهران للفيلم العربي. ويحكي فيلم “أنفلوانزا ” لمخرجه رياض المقدسي قصة أناس يعتقدون أن السعادة هي دواء لكل ألم دون أن يدركوا أن هذه السعادة نفسها قد تتحول لمرض بحاجة إلى علاج حسب ملخص هذا الإنتاج المشترك السوري القطري. و يتناول هذا العمل الذي شاركت فيه نخبة من النجوم السوريين منهم خالد تاجا ورنا شميس في أسلوب كوميدي مرض الأنفلوانزا الذي ينتقل إلى الإنسان عن طريق أكل السمك حيث تجري أحداث هذه قصة بأحد السواحل البحرية يقطنها متسول وصياد. وتتطور أحداث هذه القصة وما تحمله هاتان الشخصيتان من تناقضات ومحاولة للبحث عن مصدر السعادة لتنتهي بأسئلة مفتوحة عن حقيقة السعادة. وانفرد المخرج الفلسطيني راني مصالحة برؤية إخراجية في فيلمه “ألفيس من الناصرة” الذي يروي قصة الصبي حمودي المتسول في شوارع الناصرة ينشئ صداقة مع رجل يتخيل نفسه المغني الأمريكي ملكك روك ألفيس بريسلي. أما الفيلم اللبناني “تيتا” للمخرجة ميرفا فضول فيتناول قصة المراهقة سارة التي تعيش مع شقيقتها في منزل جدتها فتنقلب حياتهم عندما تبدأ أيقونة مريم العذراء برش الزيت فيبدأ المجتمع يثرثر عن هذا الحدث العجيب حسبما جاء في ملخص هذا الفيلم الذي تؤديه نخبة من الممثلين منهم ميمي فرح.
“مدن ترانزيت”... للعولمة ما تقول يتناول محمد الحشكي مخرج الفيلم الطويل الأردني “مدن ترانزيت” الذي يشارك في مهرجان وهران للفيلم العربي إحدى القضايا التي تشغل العالم العربي في العقدين الأخيرين والمتمثلة في الصراع بين الثوابت و إفرازات العولمة. ويطرح هذا العمل السينمائي الذي عرض في إطار المنافسة على جائزة “الوهر الذهبي” إشكالا معقدا في التعايش مع تداعيات العولمة و الفكر الغربي في المجتمعات العربية. ويروي الفيلم الذي يدوم 70 دقيقة قصة الفتاة ليلى التي تعود إلى الأردن بعد هجرتها إلى أمريكا دامت أربعة عشر عاما هاربة من حياة امتلأت بالفراغ تكللت بزواج فاشل وتبحث من خلال عودتها على نمط حياة مضت عاشتها في عمان. وتجد ليلى بعد رجوعها مجددا في دوامة من الصراع مع عائلتها ومحيطها الذي وجدته يقاوم تداعيات التيار الغربي الذي كان مجسدا كذلك في سلوكها و أسلوب حياتها الذي جلبته مما أدى إلى صعوبة تأقلمها مع وسطها القديم واصطدامها بعراقيل كثيرة زرعت لديها فكرة العودة إلى المهجر أو التفكير في خيار ثالث أفضل يتلاءم وطموحاتها. ويجسد “مدن ترانزيت” صورة عن النساء المتحررات اللائي يبحثن عن العيش في مجتمعاتهن بالضرورة ولكن بنمط متفتح. ويشارك في هذا الفيلم عدد من نجوم السينما بالأردن مثل صبا مبارك التي تقمصت الدور الرئيسي إلى جانب أشرف فرح ومحمد قباني وشفيقة الظل وهيفاء الأغا.
“ماجد”... معاناة الطفولة العربية الصامتة عرض المخرج المغربي نسيم عباسي سهرة أول أمس فيلمه الطويل “ماجد” الذي رصد فيه معاناة الطفولة المحرومة في المجتمعات العربية، وقد شهد العرض الذي احتضنته قاعة سينما السعادة ضمن فعاليات المهرجان الدولي للفيلم العربي إقبالا كبيرا للجمهور الذي تجاوب مع أحداث الفيلم المستمدة من واقع أليم بطله الطفل ماجد الذي وجد نفسه ضحية اليتم وقسوة المجتمع. تدور أحداث الفيلم حول الطفل ماجد، الذي يعيش مرارة اليتم مع أخيه إدريس الذي يحلم بالهجرة إلى الخارج، ويحاول الطفل ماجد تكوين صورة عن والديه اللذين فقدهما في سن مبكرة لكنه يعجز مايدفعه إلى البحث عن صور لوالديه ،خصوصا بعدما علم من أخيه إدريس بإمكانية وجود صور لدى بعض الجيران القدامى الذين يقطنون مدينة الدارالبيضاء.ويقرر ماجد السفر من المحمدية إلى مدينة الدارالبيضاء رفقة صديقه بائع السجائر الذي يعاني من عنف والده في البيت، وفي رحلتهما المليئة بالمغامرات يتعرض الطفلان اللذان لم يتجاوزا العاشرة من عمرهما إلى العديد من المخاطر عبر مشاهد تسلط الضوء على قسوة المجتمع على الطفل.