واصل الوهرانيون والمهتمون بمتابعة الأفلام السينمائية المتنافسة على الوهر الذهبي لليوم الخامس على التوالي بمشاهدة العرض المخصص للفيلم المصري (كف القمر)الذي أخرجه خالد يوسف وأنتجه صبري السماك وصوره رمسيس مرزوق والذي يتعرض إلى قصة امرأة على فراش الموت تحاول جمع أولادها والتحدث إليهم والنظر إليهم قبل لقاء ربها من خلال إرسال الابن الأكبر للقيام بهذه المهمة التي لن تكون سهلة أبدا الفيلم يتعرض بالتفصيل إلى عملية البحث التي يقوم بها الأخ الأكبر على بقية إخوته ويتعرف خلالها على القصة الكاملة التي فرقت الإخوة وجعلت منهم أعداء لا يقبل احدهما الآخر ليبقى السؤال المطروح على الأخ الأكبر في إمكانية تحقيق حلم الأم في الالتقاء بأبنائها والنظر إليهم قبل مفارقة الدنيا بعدما ضاعت أمنية الأب في بناء البيت الذي أعطى كل حياته من اجله وهل يتم بناء البيت حتى بعد وفاة الأم أم أن الأمر سيبقى في استمرار الشتات والفرقة؟ أما الفيلم الطويل الثاني الذي تم عرضه للجمهور في نفس قاعة السعادة المخصصة للأفلام الطويلة فهو للمخرج المغربي نسيم العباسي بعنوان (الماجد) الذي يحاول في 116 دقيقة أن يروي قصة الطفل ماجد الذي يعيش مرارة اليتم رفقة أخيه إدريس الذي يحلم بالهجرة الى الخارج في الوقت الذي يحاول فيه الطفل ماجد أن يكون الصورة الحقيقية عن والديه اللذين افتقدهما في سن مبكرة جدا لكنه يعجز على ذلك لأسباب موضوعية جدا بسبب قصر ذاكرته الأمر الذي يدفعه إلى البحث على صور قديمة لوالديه خصوصا بعدما علم من أخيه ادريس أن هذا الأمر ممكن جدا بالاستعانة بالجيران القدامى الذين رحلوا وأصبحوا يقطنون مدينة الدارالبيضاء الساحلية. وفي خضم هذه الأحداث ومن اجل تحضير السفر يقرر الطفل ماجد السفر من مدينته المحمدية إلى الدارالبيضاء رفقة صديقه بائع السجائر الذي يعاني كثيرا من عنف والده بالبيت، وأثناء الرحلة المليئة بالمغامرات يتعرض الطفلان اللذان لا يتعدى عمرهما العشر سنوات إلى العديد من المضايقات والمخاطر والمشاكل عبر مشاهد مثيرة يسلط من خلالها المخرج نسيم العباسي الضوء على قسوة بعض أفراد المجتمع على الأطفال وعالمهم البريئ. أما فيما يخص الأفلام القصيرة التي احتضنتها قاعة متحف السينما فكانت بدايتها بعرض فيلم ''الفيس من الناصرة'' لمدة 16 دقيقة ويروي حكاية الصبي حمودي المتسول بشوارع الناصرة الفلسطينية وكيف يربط علاقة صداقة مع رجل متقاعد يتخيل نفسه المغني الكبير والشهير الفيس بريسلي يحاول إيهام الطفل الصغير بأن العود الذي يملكه هو هدية من الملك، الأمر الذي يغري الصبي بمحاولة سرقة العود بمساعدة أحد أصدقائه والسعي إلى بيعه في السوق لكن مع تسارع الأحداث يصطدم الطفل الصغير حمودي بالخدعة التي انطلت عليه وأن العود لا قيمة مادية أو معنوية له فيقرر إرجاع العود إلى صاحبه بعد أن فهم حقيقة المغني الفيس بريسلي. أما الفيلم الثاني ''أرجل فوق الأرض'' للمخرج الجزائري أمين حتو خريج معهد الصحافة من جامعة العاصمة سنة 2000 والذي كانت بدايته مع عالم السينما عندما أسندت له المشاركة في ورشة الكتابة خلال فعاليات المهرجان الفرانكفوني بالجامعة الصيفية بفرنسا عام 2008 وأنجز أول فيلم وثائقي قصير يحمل عنوان ''وقت رقصة'' ويليه الفيلم الذي دخل المنافسة الأرجل فوق الأرض الذي أخرجه ضمن الورشة السينمائية ترانس مغرب ويتناول إشكالية الشاب نسيم الذي لا يشعر كباقي الآخرين بجاذبية الأرض الأمر الذي يجعله يعيش دوامة من العراقيل التي لا يعرف كيف يخرج منها. أما الفيلم الثالث الذي تمت برمجته أمس فكان للمخرج السوري رياض المقدسي تمثيل خالد تاجا وأندريه سكاف ورنا شميس وجرجس جبارة وغيرهم ويتناول الفيلم في ثلاثين دقيقة مرض أنفلونزا يؤدي إلى الضحك ينتقل إلى الإنسان عن طريق أكل السمك حيث تجري الأحداث على أحد السواحل البحرية من خلال قصة شحاذ وصياد وما تحمله هاتان الشخصيتان من تناقضات وتشابهات في الوقت نفسه في محاولة للبحث عن مصدر السعادة وينتهي الفيلم بطرح عدد من الأسئلة عن مفهوم السعادة وسبيل للوصول إليها. للعلم فإن الفيلم سبق أن نال جائزة أحسن فيلم قصير خلال المهرجان الدولي للفيلم السينمائي بالأردن سنة .2010