أقدمت مجموعة عنصرية على انتهاك حرمة مسجد «ديسين» بمدينة ليون في فرنسا، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ لأن المعتدين تركوا عبارات وشعارات عنصرية تسيء للمسلمين. هذه الواقعة دفعت بالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إلى استنكار هذا الفعل الشنيع الذي «تحوّل إلى عادة»، حيث دعا إلى ضرورة وضع حدّ ل«مثل هذه الاستفزازات الدنيئة». تحوّلت ظاهرة تدنيس المساجد في مدن فرنسا إلى عادة دون أن تتمكن السلطات الأمنية من وقفها على الرغم من أن الجمعيات والشخصيات الإسلامية طالبت في أكثر من مرة بضرورة التحرّك لردّ هذا الاستهداف المنظم. وكان آخر هذه الاعتداءات ما تعرّض له مسجد «ديسين» الواقع بالقرب من مدينة «ليون». وحسب روايات فإنه تمّ العثور على صليبين معكوفين «رمز النازية» قد رسما على باب المسجد ليرتفع عدد المساجد التي دنست سنة 2011 إلى ثمانية مساجد، وصرّح «أحمد بن محمد»، رئيس جمعية المسجد، أنه «لم نكن نريد أن يقرأ أبناؤنا هذه العبارات الشنيعة». واعترف «عبد العزيز الشعمبي»، رئيس تنسيقية مناهضة العنصرية والإسلاموفوبيا، في بيان له قائلا: «هناك تصاعد للإسلاموفوبيا في المنطقة»، أما رئيس تجمع ضد الإسلاموفوبيا في فرنسا فقد أدان بشدة هذه الأعمال «التي تنمّ عن كراهية للإسلام والتي تؤكد مخاوفنا بشأن الزيادة في أعمال إسلاموفوبية في فرنسا». ومن جانبه سارع المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية إلى التنديد بهذه الفعلة التي تقف وراءها مجموعة عنصرية على ما يبدو باعتبار أن بيان الهيئة أبدى «قلقا عميقا» بسبب «تكرار هذه الأعمال الجبانة والمشينة المعادية للمسلمين»، مجددا التعبير عن استنكاره لها «بكل قوة وحزم». وعلى إثر ذلك طالب من السلطات العمومية بوجوب «تعبئة كافة المصالح المعنية من أجل الكشف عن هوية مرتكبي هذه الأفعال في أسرع الآجال والتعامل مع الأعمال التي يقترفونها بالصرامة المطلوبة». وأكثر من ذلك فإن المجلس حمّل السلطات الفرنسية كامل المسؤولية على أمن دور العبادة للمسلمين باعتباره شدّد على ضرورة «تشديد الحراسة حول أماكن العبادة ضمانا لأمنها وحماية لها» من ما سماه «الاستفزازات» التي يقدم عليها بعض المعادين للمسلمين، والتي أخذت بعدا خطيرا بتسجيل 6 حالات مماثلة منذ نوفمبر المنصرم. ولهذا الغرض جاء في بيان صادر عن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي يترأسه «محمد موساوي»، تعبير واضح عن قلق متزايد من استمرار الأعمال المعادية للمسلمين بفرنسا بعد عملية التدنيس الجديدة التي استهدفت يوم الثلاثاء الماضي مسجدا بوسط البلاد، والتي تعتبر السادسة في ظرف شهر ونصف، حيث تعرض المسجد للتدنيس من قبل مجموعة مجهولة أقدمت على ترك شعارات ذات طابع عنصري وعبارات نازية على أبوابه. وذكر البيان ذاته بأن الأمر يتعلق بسادس عملية تدنيس تستهدف المساجد منذ الخامس نوفمبر الماضي، وهو الثاني من نوعه خلال أسبوع، بعد عمليات وقعت بكل من «بو» و«فيلونوف- سير- لو»، و«مونبيليار»، إلى جانب «سان-أرمان لي زو» و«رواسي- أون-بري» في الخامس والسادس من نوفمبر المنقضي. وعلى صعيد آخر أكد المجلس دعمه الكامل للمصلين والقيمين عن المساجد التي تعرضت لعمليات التدنيس، داعيا في المقابل المسلمين بفرنسا إلى «التحلي باليقظة والهدوء في مواجهة مثل هذه الاستفزازات الدنيئة التي تأتي عشية تنظيم استحقاقات انتخابية هامة»، فيما طالب بضرورة تكثيف دوريات الشرطة والدرك حول أماكن العبادة من أجل ضمان أمنها، في ظل الارتفاع الكبير للأعمال المعادية للمسلمين وخاصة عمليات تدنيس المساجد خلال 2011.