كانت قاعة ابن زيدون نهاية الأسبوع المنصرم؛ تغصّ بالجمهور العاصمي الذي أبهره العرض المسرحي الياباني المنتمي لمسرح “نو” الشهير. وقد أكد سفير اليابان بالجزائر السيد تسوكاس كاوادا أن تقديم مسرح “نو” بالجزائر هو مشاركة واحتفائية فنية مع الشعب الجزائري في ذكرى استقلاله. وقدم لمحة عن مسرح “نو” الذي يبجل الجمال ولكن أيضا يعتبر أنه يجب إخفاءه بدليل استخدامه للأقنعة لأن “رؤية الجمال دوما تنقص قيمته”. وقدم العرض الذي يحمل عنوان “كاكيتسوباتا ” أو زهرة السوسن البنفسجية اللون التي تزهر في شهر جوان موسم الأمطار باليابان قصة جمعت بين الأسطورة والطقوس المميزة لتقاليد هذا المسرح العريق من خلال قصة الحب الملتهبة بين الشاعر أريوارا نو ناريهيرا ومعشوقته الفاتنة تاكاكو نو كيزاكي. جمال وسحر زهرة السوسن التي تغنى ببهائها الشاعر اريوارا نو ناريهير شكلت الفسيفساء الخلفية للبنية الدرامية للقصة حيث أثناء تجوال الراهب البوذي بمنطقة كيوتو التي كانت العاصمة آنذاك يقع سجين المنظر الطبيعي الخلاب للمنطقة التي تزيدها رونقا زهرة السّوسن. أثناء نزهة الراهب تستوقفه قروية وتقص عليه حكاية من الأزمنة الغابرة إذ كان هناك شاعر خلد في قصيدة جميلة هذه الزهرة. وتدعو القروية الراهب إلى بيتها وهناك تتزين بأجمل “كيمونو” (اللباس التقليدي الياباني) وبتاج مرصع وأثناء أدائها لرقصات مثيرة ومعبرة تروي له تفاصيل قصة الشاعر وصاحبته ليكتشف في النهاية أنها روح زهرة السوسن التي تغنى بها الشاعر. العرض اعتمد على الإيماءات والحركات الجسدية خاصة وأن الممثل الرئيسي كان يحمل قناعا استعان بالحركات للتعبير عن مختلف الأحاسيس التي تراوده من موقف لآخر. كما كان للإيقاع للموسيقى والأغاني دورا مهما في توصيل الرسالة للمشاهد الذي شده العرض للخشبة طيلة مدّته.