أعلنت النقابة الوطنية للاستشفائيين الجامعيين تعليق إضرابها الذي كان مقرّرا ابتداء من يوم أمس بعد أن حصلت على التزامات من طرف وزيري الصحة والتعليم العالي بالاستجابة إلى مجمل مطالبها بما في ذلك رفع نسبة المردودية بنسبة 20 بالمائة على أن يتمّ تطبيقها بأثر رجعي ابتداء من جانفي 2008، وفي انتظار تجسيد هذه المطالب أمهلت النقابة الحكومة مدة شهر واحد قبل معاودة التصعيد. جاء قرار النقابة الوطنية للأساتذة الاستشفائيين الجامعيين الباحثين بتعليق الإضراب في أعقاب اجتماع لمكتبها الوطني مساء الثلاثاء في دورة طارئة، وأوعزت خطوتها نحو التهدئة إلى «الاستعداد التام لوزارتي الصحة والتعليم العالي في تسوية مشاكله في أقرب الآجال أي 15 يوما»، وقال البروفيسور «رشيد بلحاج» في هذا الصدد: «لقد أبلغنا الوزارتين بأننا نمنحهما مع السلطات العمومية المعنية الأخرى مهلة شهر، وفي حال عدم الوفاء بتعهداتها سنعود إلى الاحتجاج من جديد». وفي انتظار جمعية عامة ستعقد الثلاثاء من الأسبوع المقبل، كان ممثلو النقابة قد التقوا مع كل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور «رشيد حراوبية»، ووزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الدكتور «جمال ولد عباس»، في اجتماع استمّر حوالي أربع ساعات انتهى على الأخصّ إلى اتفاق يقضي برفع منحة المردودية بنسبة 20 بالمائة من الأجر الأساسي، مع تطبيقها بأثر رجعي، بداية من 1جانفي 2008، علما أن مطلب النقابة كان زيادتها ب 30 بالمائة. وفي هذا الخصوص أشار بيان صادر عن النقابة إلى أن المنح الأخرى وخاصة منها منحتي العدوى والمداومة ستكون محل دراسة على مستوى وزارة الصحة، كما تضمنت هذه الالتزامات تحسين ظروف العمل وإصلاح المدرجات وتوفير الوسائل البيداغوجية على مستوى المراكز الاستشفائية الجامعية وكذا وضع آليات جديدة تهدف إلى تسوية نهائية لمشكل ندرة الأدوية. إلى ذلك أكد البروفيسور «رشيد بلحاج»، وهو عضو قيادي في نقابة الاستشفائيين الجامعيين، أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي اجتمع رفقة طاقمه مع ممثلي النقابة، قبل أن يلتحق بهم وزير الصحة، وقد طمأنا الاستشفائيين الجامعيين بأن الحكومة على استعداد كامل من أجل الاستجابة لكافة المطالب المرفوعة، وأضاف أن «اللقاء كان جادّا وصريحا بين الطرفين خاصة وأن الوزيرين أقرّا بأن مطالبنا معقولة». وأبرز المتحدّث أن أهم المطالب التي حرصت النقابة على التذكير بها تتحدّد بالأساس في منح المردودية والعدوى وكذا المداومة، إلى جانب المطالبة بالتحقيق في ندرة الأدوية، وتحسين ظروف ومستلزمات التدريس بكليات الطب، مثلما تمّ إبلاغ الوزيرين طعن الاستشفائيين الجامعيين في منحة المناوبة التي تُقدّر ب 800 ألف دينار بالنسبة إلى الجرّاح، في حين أنه يُجري في ليلة واحدة فقط ما بين 3 إلى 5 عمليات جراحية، وكان ردّ «ولد عباس» أن هذه المنح لا تهم الاستشفائيين وحدهم «بل تهمّ كل الشرائح الأخرى لقطاع الصحة، وطالما أنها كذلك، فملفّها مطروح على الحكومة، في انتظار موافقة الوزير الأول على البث فيه..». وأورد البروفيسور «بلحاج» أن وزير التعليم العالي أشار إلى أن مصالحه خصصت غلافا ماليا معتبرا لإصلاح مدرجات كليات الطب والصيدلة، وتجهيزها بأحدث التجهيزات للتعليم، واستخدام الأنترنت، إلى جانب إعطاء أعطى الأولوية لكلية العاصمة، وتيزي وزو، قبل أن يوضح أن الاجتماع أثار بكثير من الاهتمام مشكلة ندرة الأدوية، معلنا أن النقابة خرجت بانطباع إيجابي بعد تأكيد إعادة الهيكلة التي مسّت الصيدلية المركزية، حيث مُنحت لها صيغة قانونية جديدة، وتم تطوير ديونها، ونُزعت عنها إجراءات القرض المستندي فيما يخص الأدوية الحساسة.