قرر الاستشفائيون الجامعيون في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس توقيف الإضراب الذي كان مقررا القيام به أمس واليوم، ويأتي هذا عقب اجتماع عقده رشيد حراوبية، وزير التعليم العالي وطاقمه، والتحق به جمال ولد عباس، وزير الصحة، وقد تواصل على امتداد أربع ساعات، تم فيه الإعلان عن رفع منحة المردودية بنسبة 20 بالمائة من الأجر الأساسي، مع تطبيقها بأثر رجعي، بداية من 1جانفي 2008 ، والاستجابة لجملة من المطالب الأخرى. في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، قرر أساتدة العلوم الطبية و»الدوسانت« والأساتذة المساعدون وقف الإضراب الوطني الذي كان مقررا شنه أمس واليوم، ويعود هذا بالأساس لكون وزارتي التعليم العالي، والصحة قد استجابتا لجزء كبير من المطالب المرفوعة. وهذا ما أكده أمس ل »صوت الأحرار« البروفيسور رشيد بلحاج العضو القيادي النشط في نقابة الاستشفائيين الجامعيين، حيث أوضح أن رشيد حراوبية وزير التعليم العالي قد اجتمع مساء أول أمس بممثلي النقابة، وكان مرفوقا بطاقم عن وزارته، والتحق بهذا الاجتماع أيضا جمال ولد عباس، وزير الصحة، وكلا الوزيرين أبلغا ممثلي النقابة استجابته لجملة من المطالب المرفوعة. وحسب البروفيسور بلحاج، فإن هذا الاجتماع استغرق حوالي أربع ساعات، حيث اعترف الوزيران بمعقولية المطالب، وهي تتمحور أساسا حول منحة المردودية، ومنحة العدوى، ومنحة المداومة، والتحقيق في ندرة الأدوية، وتحسين ظروف ومستلزمات التدريس بكليات الطب، وقد انصب النقاش حولها. وقال محدثنا: أُبلغنا من قبل الوزيرين أن منحة المردودية قد تمّ إقرارها رسميا بنسبة 20 بالمائة من الأجر الأساسي، مع تطبيقها بأثر رجعي، بداية من 1 جانفي 2008، وتحدثنا عن منحتي العدوى والمناوبة، وقلنا لوزير الصحة، من غير المعقول أن تبقى على سبيل المثال، منحة المناوبة لجراح في حدود 800 ألف دينار، وهو في ليلة واحدة يجري مابين 3 إلى 5 عمليات جراحية، وكان ردّه، أن هذه المنح لا تهم الاستشفائيين وحدهم، بل تهم كل الشرائح الأخرى لقطاع الصحة، وطالما أنها كذلك، فملفّها مطروح على الحكومة، في انتظار موافقة الوزير الأول على البث فيه، وفق ما تطالب به جميع هذه الشرائح. وفيما يخص وزير التعليم العالي، قال البروفيسور: أبلغنا الوزير أن وزارته خصصت غلافا ماليا معتبرا لإصلاح مدرجات كليات الطب والصيدلة، وتجهيزها بأحدث التجهيزات للتعليم عن طريق »الداطاشو«، واستخدام الأنثرنيث، وقد أعطى الأولوية في هذا لكلية العاصمة، وتيزي وزو. ووزير التعليم العالي نفسه وصف الوضع بالكارثي في كلية الطب بالعاصمة، وأمر المسؤولين بمواصلة الاستماع للنقابات، من أجل طرح الحلول المناسبة للمشاكل المطروحة. وأضاف بلحاج أن هذا الاجتماع تناول مشكل ندرة الأدوية الذي هو أحد المطالب الرئيسية للاستشفائيين الجامعيين، وكشف أن نقابته ارتاحت لإعادة الهيكلة التي مسّت الصيدلية المركزية، حيث مُنحت لها صيغة قانونية جديدة، وتم تطوير ديونها، ونُزعت عنها إجراءات القرض الوثائقي فيما يخص الأدوية الحساسة، ونحن نرى أن هذه الخطوة إيجابية، خاصة بالنسبة للمستشفيات.