اعتبر مؤسس حزب جبهة العدالة والتنمية قيد التأسيس “جاب الله عبد الله”، تجريم الاستعمار ليس أولوية في الوقت الراهن مستهجنا في المقابل الأصوات التي انتقدت لقاءاته مع قنصليات الدول الغربية بالجزائر ووصفها بالعادية، وفي سياق منفصل كشف جاب الله عن قيامه بوساطة بين الثوار الليبيين والعقيد الليبي الراحل “معمر القذافي” مع بداية الأزمة الليبية. وكشف “جاب الله”، أمس عبر أمواج القناة الأولى للإذاعة الوطنية، أن العقيد الراحل معمر القذافي قدم له طلبا صريحا للتوسط بينه وبين الثوار الليبيين مع بداية الأزمة الليبية وتوسع دائرة الاحتجاجات الشعبية، وقال إن القذافي كان قد أعد”مشروع حل” وجهه إلى ما اسماه “الطرف الآخر” في إشارة منه للمجلس الانتقالي الليبي، دون تلقي أي إجابة منهم، وحسب ذات المتحدث فإن مضمون المبادرة، التي كان من المقرر أن يشارك فيها شخصيات عربية من الوزن الثقيل، تهدف لتقريب وجهات النظر بين الطرفين تحقيقا للمصالحة بين طرفي الأزمة، وترتكز على مطالب الشعب الليبي، مع تشديدها على أن يبادر النظام بتحقيق الحقوق والعدالة للمواطنين، مع التحذير من الاستعانة بالغرب. وفي الشأن الوطني استهجن “جاب الله” الاتهامات الصريحة التي أكيلت له، و”لمحاولاته الاستقواء بالخارج من خلال لقائه بالسفيرين الأمريكي والفرنسي”، حيث وصف اللقاءين بالعاديين جدا، واستطرد بالقول أنه لا يوجد أي مشكلة شخصية بينه وبين “لويزة حنون” الأمينة العامة لحزب العمال، مستشهدا بتوجيه دعوة لحزبها لحضور المؤتمر التأسيسي المنتظر الأحد المقبل، وفي سياق آخر أكد مؤسس جبهة العدالة والتنمية رفضه أي نشاط لتحزيب المساجد، قائلا نحن ضد تحزيب المساجد وجعل المسجد منبرا للدعاية الحزبية، معتبرا دور المسجد يتصل بكل ما له علاقة بالعلم والثقافة وكل ما يتصل بالشأن العام، وبخصوص تصوره للدستور القادم، كشف القيادي الإسلامي عن رغبته في أن يكرس النظام البرلماني، والتوازن بين السلطات الثلاثة، وخلال تطرقه لمسألة تجريم الاستعمار الفرنسي، أبدى “جاب الله” عدم حماسة لفتح الملف في الوقت الحالي، مرتكزا في ذلك على ما اعتبره “ضعفا تعيشه الجزائر”، وصرح بالقول أنا “لا أتسول لفرنسا، إذا كنت قويا في وطنك فرنسا من تطلب رضاك وتقديم الاعتذار لك، أما إن كنت ضعيفا لن يستمع لطلبك أحد”.