منح أعضاء لجنة تحكيم جائزة الأركانة العالمية للشعر، التي تكوّنت من مارغريت أوبانك رئيسة، وسعدي يوسف، عبد الرحمان طنكول، حسن نجمي، بنعيسى بوحمالة،-أعضاء، الشّاعرة الأمريكية مارلين هاكر بجائزة الأركانة العالمية لعام 2011، في دورتها السادسة. واِحتكمت اللجنة في هذا التتويج إلى حيويّة التجربة الشّعرية لمارلين هاكر، التي تقومُ على رصْد تفاصيل اليومي وفتحها على أبعادٍ إنسانية رَحْبة. فغالباً ما تلتقِط الشاعرة جزئياتٍ حياتية قبل أن ستتجلي منها دلالاتٍ عميقة وتفتَحها على آفاقٍ تتجاوزُ الجزئي إلى قضايا إنسانية وأسئلة وجودية. التجربة الشعرية لمارلين هاكر مُخترَقة بالذاتي الذي عرفتْ كيف تنحازُ به جهة الفرح، سواء في جسارتها الأيروسية التي تزعج أحيانا، أو في صراعٍ، إنساني جمالي شعري ووجودي، قويّ مع الموت. فعلى الرغم من الحضور اللافت لثيمة الموت في نصوصها، على إثر داء السرطان الذي واجهَتْه، فإنّ هذا الحضور ظلَّ مُسيَّجاً بما يُضعفُ الهلع المُتولِّد منه، إذ ظلَّت قصائدُ الشاعرة، حتى في نصوص الموت، مُضمرةً لمحبّة الحياة والإقبالِ عليها، وهو ما شكّلَ، رؤية ثاوية وراء كتابتها الشعرية، على نحو يخترقُ ما هو ذاتي ويتجاوزُه. ذلك ما يتجلّى في نبذِ نصوصها لكلِّ أشكال الموت، سواء اقترن بالعنف في اليومي أو باستشراء الحروب في التوترات التي يشهدها العالمُ الرّاهن. إنّ معرفة مارلين هاكر بالشعريات العالمية، وفي مقدّمتها الشعرية الأمريكية والإنجليزية والفرنسية، أتاحَ لها أن تُنتِجَ نصوصاً بوّأتها مكانة عالية في الشعرية الأمريكية المعاصرة. فقد اغتذى شعرُها بروافدَ متنوّعة جعلت مُنجَزَها حواراً مُتفاعلاً مع نصوصٍ مُتحدّرة مِنْ ثقافاتٍ عديدة.