عشق إسماعيل بهلول المولود ذات السادس من جوان 1975 بحي بلوزداد الجزائر بالعاصمة الفن حتى النخاع، فهو من الأصوات الشابة التي تعد بالكثير، حيث طالما راودته منذ صغره هواجس ملحّة في البحث عن الذات، وبعد 20 سنة من الدراسة والبحث أخيرا وجد إسماعيل بهلول ضالته في الفن الأندلسي، ليخرج ألبومه الأوّل إلى الحياة الفنية. لقد تخرج إسماعيل بهلول من جمعية الفن والأدب الكائن مقرها برويسو، حيث تشبّع بأبجديات الفن الأندلسي و أسس المدرسة القرطبية على يد الشيخ محمد بوتريش، تعلق بهذا الفن العريق منذ صغره و يرجع هذا لترعرعه في جو عائلي يميل للفن الشعبي، إذ يعتبر الشيخ محمد بهلول الجد الذي ورث عنه هذا الولع بالفن، استطاع إسماعيل بهلول بعد 20 سنة من الدراسة أن يغرف الكثير من بحر الفن الأندلسي، كما تعلم العزف على كلّ الآلات الموسيقية تقريبا، و إضافة للغناء والتلحين تفتقت موهبة الكتابة لديه، هذه الأخيرة التي دخل عوالمها في تجربة جميلة عندما ابتعد عن الجزائر لأوّل مرة في زيارة قادته إلى الشقيقة تونس أين حرّكت الغربة جوارحه وجعلته يكتب أغنية “البهجة في الليل” و هذه الأغنية هي من كلماته وألحانه اختارها عنوانا لألبومه الجديد الذي انتهى منه مؤخرا، كما كتب و لحّن أغنية عن فريقه المفضّل « CRB » هذا الفريق العريق بانتصاراته وأمجاده، وللإشارة فإنّ هذا الألبوم يحتوي على ستة أغاني “اسمي الرؤوف”، “أنا مالي فياش” من كلمات الشيخ البهلول و تلحين إسماعيل بهلول، كما يحتوي الألبوم على أغنية قبائلية “الشيخ أمقران” وهي تكريم خاص منه للشيخ الحسناوي، بالإضافة إلى أغنية “متى نستريح من وحش الحبايب” و هي أغاني مستقاة من التراث جمع فيها بين عدة طبوع منها الساحلي والزيدان ورمل ماية وسيكا، وقد تأثر في مشواره الفني بعملاقي الفن الشعبي الحاج العنقا ومار الزاهي، ولم يخف علينا الفنان الصاعد إسماعيل بهلول في اللقاء الذي جمعنا به عن أسفه من المشكل الكبير للإنتاج الذي تعاني منه الجزائر، حيث وقف وهو بصدد إصدار ألبومه الأوّل على الواقع المزري للإنتاج وما يعانيه الفنان من صعوبات وعراقيل تحول دون انتعاش الثقافة في بلادنا وبلوغها الدرجات العلى من الرقي والإبداع، وأرجع الفنان بهلول إسماعيل السبب الرئيسي إلى وجود منتجين لا علاقة لهم بالفن ولا يتمتعون بأدنى قدر من الحس الفني والإبداعي، مما يجعلهم لا يقدّرون لا الفن ولا الفنان ولا الإنتاج الذي يقدمه، فكلّ ما يهمهم هو الربح والتجارة، ويحدث كلّ هذا في ظل غياب الدولة وتوانيها عن أداء دورها في الرقابة، فالمفروض قبل أن يكون منتجا لابدّ أن يكون فنانا، كما من المفروض أن تشرف الدولة على عملية الإنتاج وتقنينها. وتجدر الإشارة أنّ الفنان إسماعيل بهلول رغم الصعوبات التي واجهته في إنتاج ألبومه الأوّل حيث عرضه على سبعة منتجين ولم يلق بعد الأيادي التي ترعاه إلاّ أنّه عمل على نسخه بإمكانياته الخاصة وقام بتوزيعه على من يهتمون بالفن الأصيل، وهو يعمل حاليا على التحضير للألبوم الثاني حيث أطلعنا حصريا على بعض العناوين التي سيحملها منها “العبي على المكشوف ربي راهو يشوف” وهي أغنية من كلماته وألحانه تتناول موضوع الخيانة الزوجية، بالإضافة إلى أغنية “بالله عليك يا ذا المرسم” وهي أغنية تقف على أطلال دار مهجورة يجد فيها الفنان نفسه غريبا يتساءل أين ذهب من سكنوها يوما، وسيحتوي الألبوم على أغاني أخرى من التراث.