برمجت قيادة الاتحاد العام للعمال الجزائريين أربعة تجمعات عمالية حاشدة في احتفالية «عيد العمال» التي تتزامن مع الفاتح من شهر ماي الداخل، وستكون المناسبة للأمين العام للمركزية النقابية وأعضاء قياديين في مهمة لإقناع الطبقة الشغيلة بضرورة الانخراط الإيجابي في التشريعيات من خلال التحسيس بالمشاركة القوية في الاقتراع. اعتبرت قيادة الاتحاد العام للعمال الجزائريين أنه من «محاسن الصدف» أن تتزامن الاحتفالات الرسمية لهذه السنة ب «عيد العمال» مع الحملة الانتخابية للتشريعيات، ومن هذا المنطلق تقرّر تكييف نشاط المركزية النقابية مع هذا الموعد الذي يرى فيه «عبد المجيد سيدي السعيد» بمثابة «محطة مصيرية في مسار الممارسة الديمقراطية في الجزائر». وضمن هذا الإطار ذكر الأمين الوطني المُكلف بالعلاقات العامة، «أحمد قطيش»، أنه سيتم تنشيط أربعة تجمعات عمالية جهوية ضمن الحملة الانتخابية الجارية وهي تشمل مناطق الشرق، الغرب، الوسط والجنوب، مضيفا أن هذه التجمعات سيشرف عليها أعضاء الأمانة الوطنية على رأسهم الأمين العام، على أن تنطلق خلال الأيام المقبلة، أي مع بداية من النصف الثاني من أيام الحملة الانتخابية. ومن خلال المعطيات التي أوردها القيادي في هذا التنظيم النقابي فإن الأخير لن يرافع في تجمعاته الجهوية الأربعة لصالح تشكيلة سياسية أو مترشحين بعينهم بقدر ما سيكون التركيز فقط على أهمية الانخراط الإيجابي في موعد العاشر من شهر ماي المقبل، كما أن خطاب قيادات الاتحاد سيكون في اتجاه «ضرورة تفويت الفرصة على الجهات التي تتربّص بالجزائر في مثل هذا الظرف»، بالإضافة إلى التحسيس بأهمية إجهاض ما أسماه «كل المؤامرات التي تحاك ضدّ بلادنا». واستنادا إلى ما جاء على لسان «قطيش» فإن أعضاء الأمانة الوطنية للاتحاد العام للعمال الجزائريين «سوف لن يدّخروا أي جهد في التجسيد الميداني لما تضمنه خطاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أمام العمال بأرزيو بمناسبة الذكرى المُزدوجة لتأميم المحروقات وتأسيس هذه المنظمة العمالية»، ومن وُجهة نظره كذلك فإن «الشعب الجزائري مع الانتخابات مع استقرار الوطن ولم ولن يكن ضد هذا المسعى كما يُريد البعض الترويج لذلك». وأفاد المتحدّث بأكثر تفصيل أن التجمع العمالي الجهوي المرتقب عقد بمنطقة الشرق الجزائري سيشرف عليه كل من الأمناء الوطنيين «حسين معيزة» و«صالح عجابي» مرفوقين بالقيادي «محمد الطيب حمارنية»، بينما سيشرف على تجمع المنطقة الغربية كل من «إبراهيم جبار» و«عبد القادر مسوس» ومعهما « عاشور تلي»، فيما سيشرف على تجمع الوسط القيادي «صالح جنوحات» و«أحمد قطيش» وكذا «الهاشمي بن ميهوب». أما تجمع الجنوب فسيشرف عليه «عبد القادر مالكي» و«سليمان صقر». ومن المنتظر أن يترأس كل هذه التجمعات الأمين العام للمركزية النقابية، «عبد المجيد سيدي السعيد» وإضافة إلى ذلك فإن هذه التجمعات الجهوية سيُقابلها لقاءات ولائية أخرى يُنشطها الأمناء الولائيون يتم خلالها دعوة العمال إلى المُشاركة القوية في الانتخابات التشريعية المرتقبة في 10 ماي القادم. ومعلوم أن الاتحاد العام للعمال الجزائريين قد رشّح الكثير من وجوهه القيادية ضمن عدة تشكيلات سياسية للانتخابات التشريعية خاصة في حزب العمال، كما أن أبرز قياديي التنظيم محسوبون عن التجمع الوطني الديمقراطي أبرزهم «صالح جنوحات» و«عبد القادر مالكي» و«أحمد قطيش». وكان «سيدي السعيد» كشف خلال اللقاء الذي جمعه بأمناء الاتحادات الولائية عن ترشح ما يُعادل 120 إطار نقابي للانتخابات التشريعية تحت غطاء أحزاب مختلفة وأن 20 حزبا أجرى اتصالات مع المركزية النقابية بهدف ترشيح ممثلين عن هذه المنظمة العمالية، وهو أمر، اعتبره بالهام وبإمكانه توسيع التمثيل العمالي في المجلس الشعبي الوطني وتسهيل عملية نقل انشغالات الطبقة الشغيلة. ويجدر التذكير أن تمنراست لاحتضان مناسبة الاحتفال ب «عيد العمال»، وحسب «أحمد قطيش» فإن اختيار هذه الولاية جاء بعد التفجير الإرهابي الذي شهدته هذه الولاية مُؤخرا، ومنه، تسجيل موقف الاتحاد العام للعمال الجزائريين ضد أي محاولة للمساس باستقرار البلاد وتضامنا مع سكان وعمال هذه المنطقة بصفة خاصة والجنوب الجزائري بصفة عامة المعروفين بوطنيتهم وعدم تأخرهم عن المواعيد الهامة التي تُسجلها الجزائر.