رفض قائد الانقلابيين العسكريين الذين استولوا على السلطة في مالي، النقيب «أمادو هايا سانوغو»، القرارات التي خرجت بها القمة الأخيرة لقادة دول غرب إفريقيا في «أبيدجان»، وخصوصا إرسال جنود أفارقة إلى مناطق الشمال لتحريرها من قبضة متمردي حركة «الأوزاد» ومسلحي تنظيم «القاعدة»، مبرّرا ذلك بالقول إن «كل القرارات التي اتخذت في أبيدجان جرى تبنيها من دون التشاور معنا». انتقد قائد الانقلابيين العسكريين في مالي قادة المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب إفريقيا بسبب عدم استشارة سلطات بلاده في القرارات التي تمّ تبنّيها الخميس الماضي في عاصمة «ساحل العاج» بخصوص التدهور الأمني في مناطق الشمال، وقال النقيب «أمادو هايا سانوغو» في تصريحات لصحفيين في إحدى المعسكرات بالقرب من العاصمة «باماكو» إنه «لن يطأ أي جندي أجنبي أرض مالي بدون طلب من الحكومة المالية». وحسب «سانوغو» فإن «كل القرارات التي اتخذت في أبيدجان تمّ تبنيها من دون التشاور معنا.. لقد اتخذت بطريقة أحادية الجانب وبالتالي فهي قرارات لا تلزمنا»، ولذلك جدّد اعتراضه: «لا أوافق على قدوم جنود من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا»، مثلما هدّد بالعودة إلى الحكم لدى تصريحه أن «الرئيس الانتقالي لن يبقى إلا أربعين يوما وبعد هذه المهلة سأتولى مسؤولياتي»، متابعا أن «مجموعة غرب إفريقيا انتهكت الاتفاق الإطار» الموقع في السادس من شهر أفريل. تأتي هذه التطوّرات بعد أن كانت دول غرب إفريقيا الأعضاء في مجموعة «إكواس» قد أعلنت إرسال قوة عسكرية قوامها 3 آلاف جندي من أجل تحرير مناطق شمال مالي من قبضة متمرّدي «الطوارق» وكذا عناصر تنظيم «القاعدة» الذين استولوا على عدة مدن إستراتيجية قبل أسابيع. وصرّح الرئيس الحالي للمجموعة، «الحسن وتارا»، بأن الزعماء الماليين «يواجهون أكبر تحدّ لأنظمتنا الديمقراطية»، مضيفا أنه «من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن نبدي التزاما عاليا ونردّ ردّا قويا كيلا تقع منطقتنا فريسة الإرهاب والإجرام الدولي». في غضون ذلك أعلنت «الجبهة الوطنية لتحرير أزواد» التي تتشكّل من عرب، انسحابها من منطقة «تومبكتو» بعد أن كانت قد سيطرت الجمعة الماضي على جزء من هذه المدينة التي تفصل شمال مالي عن جنوبه، والأخطر أن الحركة اتخذت هذه الخطوة «بطلب من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، وهو الأمر الذي لم ينفه أحد مسؤوليها «عمر ولد شريف» الذي أبلغ وكالة الصحافة الفرنسة أن «أبو زيد، زعيم القاعدة في المغرب الإسلامي شخصيا، طلب منا مغادرة مواقعنا في تومبكتو، لتفادي وقوع مجزرة سيكون المدنيون أول ضحاياها، غادرنا المدينة». وتأكيدا لذلك أشار مصدر أمني مالي إلى أن «مقاتلو الجبهة الوطنية لتحرير أزواد غادروا المدينة، القاعدة في المغرب الإسلامي هي التي طلبت مغادرتهم»، مع العلم أن الجبهة الوطنية لتحرير أزواد كانت قد دخلت الجمعة الفارط إلى وسط مدينة تومبكتو بعد سيطرتها على مدخليها الشرقي والجنوبي قبل يوم واحد أي الخميس الماضي. يحدث هذا بالرغم من أن عضوا بارزا في الحركة كان قد أعلن أن مقاتلي الجبهة «دخلوا تومبكتو على متن أكثر من مئة سيارة، ولقد جئنا لنحمي وندافع عن منطقتنا التي تمتد من تومبكتو إلى تاودنيت شمالا.. هذا هو هدفنا». تجدر الاشارة أن الجزائر وعلى لسان الوزير عبد القادرمساهل شددت في لقاء نواقشط والاجتماع الاخير لدول غرب افريقيا على ضرورة تغليب المعالجة السياسية الشاملة للأزمة في مالي .