نظمت أول أمس الثلاثاء جمعية الكلمة و بالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة و الإعلام، حفلا تكريميا لمجموعة من الفنانين خدموا الحركة الثقافية والفنية بالجزائر، و ذلك بحضور و جوه فنية و ثقافية و إعلامية ، كما حضره إلى جانب الفنانين مستشار وزيرة الثقافة محمد سيدي موسى. و في كلمة ألقاها بالمناسبة و خلال الحفل التكريمي الذي نظم بقاعة الأطلس أكد محمد سيدي موسى مستشار وزيرة الثقافة أن السياسة الثقافية في الجزائر و مهما دعمتها الوزارة فهي لا تضيف للفنان شئ سوى ما يقدمه هو لنفسه و اسمه الفني ، لأنه يقول المتحدث " هو الذي يصنعه نفسه بنفسه، من خلال أعماله الذي تفرض أسمه في الساحة الثقافية و الفنية دون انتظار ما تقدمه الدولة". و من أهم الأسماء التي تم تكريمهم الفنان التشكيلي محمد بوكرش، و محمد أرسلان، و الفنان عبد الحميد بن زينة، المسرحي عبد الحميد رابية، و المخرجة رميلة تسعديت، بالإضافة إلى كل من السينوغرافي جاب الله، وسليم إبراهيم إعلامي و فنان في الشريط المرسوم، و قد أجمع هؤلاء على أن الفنان الجزائري لايزال بعيد عن الساحة الثقافية و الوطنية و أنه لم تتوفر له و ليومنا هذا فرص يثبت فيها مواهبه و قدراته الفنية و الإبداعية، داعين في ذات السياق مسؤولي وزارة الثقافة بالاهتمام بالفنان و تقنين حقوقه الذي يطالب بها منذ أكثر من خمسين سنة. من جهتها الجزائرالجديدة اقتربت من الفنانين المكرمون للإطلاع عن آراءهم في هذا اليوم.
محمد بوكرش " الفنان الجزائر هو ثمرة جهد أساتذة و إعلاميين" في كلمته أكد الفنان التشكيلي محمد بوكرش أن الفنان هو ثمرة جهد أساتذة و أقلام إعلامية كانت مرافقة للفنانين في توجههم الفني في الإبداع و تطويره، كما أشاد في كلمته بما قدمته الفنانة الجزائرية الراحلة "وردة"، للفن العربي الذي سيبقى خالدا عبر الأجيال. محمد أرسلان "أتأسف للأوضاع الفنان الجزائري" من جهته تأسف الممثل و الفنان التشكيلي أرسلان على مآل إليه الفن والفنانين في الجزائر، لاسيما من ناحية الإبداع، حيث دعا في كلمته التي وجهها للفنانين إلى ضرورة الارتقاء بالإبداع الفني بالجزائر و البحث في كيفية استعادة المكانة التي كان عليها في سنوات السبعينات والثمانينات في مختلف مجالات الفن سوء كان في المسرح، أو السينما ، أو التأليف أين كان يرتقي للعالمية، كما دعا المسئولين بالاهتمام أكثر بالسياسة الثقافية و الابتعاد عن السياسة المناسباتية، و ذلك خدمة للفن و الفنانين على حد سوء. عبد الحميد بن زينة "إبداع الفنان هو دليل نجاحه" من جهته هناء عبد الحميد بن زينة الفنانين بعدهما الوطني و الذي قال في كلمته على الفنان أن يهتم أكثر بفنه قبل المطالبة بأشياء أخرى التي ستأتيه يقول بن زينة بعمله و مستواه الإبداعي، مؤكدا أن كل من إجتهد في أعماله سينجح و ينال و يكرم، و خير دليل على ذلك هو تكرمهم في هذا اليوم، مؤكدا أن وضعية الفنان الجزائري في الوقت الراهن تتحسن لاسيما مع المشروع الأخير الذي أقرته وزارة الثقافة و متمثل في مجلس الوطني للفنان الذي ننتظر منه الكثر يضيف المتحدث. سيدعلي بن سالم "ما ينقص الفنان الجزائر الإنتاج و ليس القانون" الفنان سيد علي سالم وفي حديثه مع الجزائرالجديدة أكد أن أكثر ما يحتاجه الفنان الجزائري وفي الوقت الراهن ليس قانون الفنان، أو مجلس الوطني للفنان، أكثر ما هو حاجة إليه هو الإنتاج، لاسيما الإنتاج السينمائي و التلفزيون الذي هو اليوم بأمس الحاجة إلى دعم الدولة، و يضف في ذات السياق أنه عندما يكون هناك إنتاج أكيد في هذه الحالة الفنان هو الذي يصنع هذا القانون، حيث قال في هذا السياق" كيف لنا أن نحتفل باليوم الوطني للفنان و هو لا يجسد أي عمل سوء كان في المسرح، أو السينما، أو التلفزيون"، و أضاف "لو نقارن أنفسنا مع الدول العربية التي هي اليوم في أوج أزمتها تجدها لها أكثر من 60 أو 70 عمل تلفزيوني، من جهة أخرى تحدث الفنان بن سالم على الدعم الذي تقدمه الوزارة في ترميم قاعات السينما و المسرح دون التفكير في الإنتاج و ما تقدمه في هذه القاعات،التي تبقى مناسباتية مثلها مثل الإنتاج الفني الذي أضحى في بلدنا عمل مناسباتي يقول المتحدث، أما فيما يتعلق بالمجلس الفنان الذي أقرته مؤخرا ذكر بن سالم أنه لم يحن الوقت عن الحديث عن إيجابيات أو سلبيات هذا الأخير باعتباره مولود حديث الولادة، لم تتضح بعد أهدافه أو نتائجه للفنان يقول المتحدث. و في سياق أخر ذكر سيد علي بن سالم و بصفته رئيس لجمعية الألفية أنه و بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال الجزائر ستنظم الجمعية حفل تكريمي لفائدة الفنانين المحكومين عليهم بالإعدام إبان الثورة التحريرية و من بين هذه الأسماء يقول بن سالم جميلة بوحيرد، فطومة سوبان و ذلك في 27 من شهر جوان الجاري بقصر الثقافة مفدي زكريا. عبد الحميد رابية "الوزارة تهدر أموالا على المهرجانات دون مبالاتها لوضعية الفنان" من جهته أظهر الفنان عبد الحميد رابية إستياءه من الأوضاع التي يعيشها الفنان الجزائري، رغم أن الجزائر و في السنوات الأخيرة إحتضنت العديد من المهرجانات سوء في المسرح أو السينما، و قال في هذا السياق" إن الوزارة تهدر الكثير من المال العام في هذه المهرجانات دون مراعاة الوضعية التي يعيشها المبدع و الفنان الجزائري"، مضيفا ان الفنان الجزائري اليوم يعيش في البطالة بسبب غياب الحركة المسرحية والسينمائية، و غياب الدولة عن دعم هذه الأعمال ، مؤكدا أن الفنان الموجود اليوم في الساحة هو الفنان السياسي بداية من الجهاز الرئيسي. أما عن الأعمال السينمائية التي دعمتها الدولة في إطار احتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال الجزائر يضيف المتحدث أن هذه الأعمال و التي يقدر عددها ب 20 عمال سينمائي من بينها فيلم مصطفى بن بولعيد و فيلم العربي بن مهيدي، و الذي ينطلق إنتاجها بداية من 5 جويلية من السنة الجارية و إلى غاية 5 من جويلية لسنة القادمة، هذا و أضاف في سياق أخر أن الإنتاج أضحى ضرورة لبدا منها لاسيما أمام الانفتاح قطاع السمعي البصري و القنوات الجديد التي تتطلب تغذيتها بالإنتاج الوطني، و ليس بما يستورد من انتاجات أخرى،مشيرا إلى أن الوقت قد حان لإبراز الثقافة الجزائرية للدول الشقيقة، مثلما فعلو هم في سنوات خلت. السينوغرافي جاب الله: "غياب الجمهور الحلقة المفقودة في الفن الجزائري" من جهته أعرب الفنان السينوغرافي المتخرج من معهد الفنون الدرامية من برج الكيفان أن لقاءه هذا هو فرصة للحديث عن المشاكل المزرية التي يعيشها الفنان ، غير أن العنصر المهم يقول التحدث ليس في مشكل القاعات و الفضاءات الخاصة بالمبدعين بل هو الجمهور الذي يعد حسبه الحلقة المفقودة في العملية المسرحية، لان الجمهور بحسبه هو مرآة الفنان و هو الوحيد الذي له إمكانية التميز بين الرداءة و الأشياء الجميلة و تقيم المستوى الإبداعي بصفة عامة، و يقول في هذا السياق " إن الجمهور هو من يصنع الفنان و هو الشئ الوحيد الذي ينقص الفن الجزائري، ليس القاعات و الفضاءات الذي مهما تطورت و لو وجود الجمهور فلا فائدة منها يقول المتحدث.