كشفت مصادر قيادية داخل «تكتل الجزائر الخضراء» عن اتصالات حثيثة تجري حاليا من أجل إقناع عدد من الأحزاب المحسوبة عن التيار الإسلامي بهدف الانضمام إلى هذا الائتلاف وتنسيق المواقف بهدف تشكيل جبهة موحدة تكون تحت مسمى «قطب إسلامي»، وذكرت المصادر أن الاتصالات لتحقيق هذا الهدف تبقى في بداية الطريق على أن تتضح الصورة أكثر في غضون الأسبوع المقبل. على الرغم من تأكيد مصادرنا بأن الاتصالات الجارية تبقى في مرحلتها الأوّلية، إلا أنها أظهرت الكثير من التفاؤل بإمكانية النجاح في إقناع التشكيلات السياسية المحسوبة عن التيار الإسلامي بجدوى المبادر الجديدة بما في ذلك حزب جبهة العدالة والتنمية الذي يقوده «عبد الله جاب الله»، ولذلك يُتوقع أن يبحث قادة «تتكتل الجزائر الخضراء» هذا الأمر خلال الاجتماع الذي سيعقدونه بعد غد الأربعاء. وبحسب ما أوردته الجهات التي تحدّثت إلينا فإن توسيع التكتل «يعني فقط الأحزاب المحسوبة عن التيار الإسلامي أو تلك التي تعتمد الإسلام مرجعية لعملها»، لتضيف بأن المرحلة الثانية من التنسيق الحاصل ستكون الخوض في آليات توحيد العمل للاتفاق على قضايا سياسية كبرى، دون أن تستبعد أن تكون الانتخابات المحلية المقبلة جزءا من الإستراتيجية التي يجري التحضير لها. إلى ذلك كشف النائب السابق في المجلس الشعبي الوطني، «امحمد حديبي»، بأن «تكتل الجزائر الخضراء» استفاد كثيرا من التجربة القصيرة التي مرّ بها خاصة خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة التي حلّ فيها ثالثا برصيد 48 مقعدا في المجلس الجديد، موضحا أن العمل سيرتكز في المرحلة المقبلة على بحث آليات تطوير الأداء «من حيث الرسالة وكذا من حيث إيجاد البديل في الخطاب والممارسة وكذا تحسين الواقع الاجتماعي بما يُمكّننا من التخلّص من الرواسب السلبية التي وقفنا عليها حتى الآن». ومن خلال ما جاء على لسان «حديبي» فإن توسيع التكتل على أحزاب أخرى كان من بين الخيارات المطروحة منذ الوهلة الأولى التي تمّ فيها إطلاق هذه المبادرة، مشيرا إلى أنه من شأن تحالف التيار الإسلامي بمختلف أطيافه «تحقيق مزيد من المكاسب على صعيد العمل السياسي وتوحيد التوجهات عن طريق التوافق»، معلنا في هذا الاتجاه عن قرب التوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص خاصة لدى تأكيده وجود اتصالات فردية بين قيادات عدد من الأحزاب المحسوبة عن هذا التيار. وفي ذات السياق تابع قائلا: «ما يجري الآن هو تواصل أفراد بين أطياف التيار الإسلامي لكن المؤكد أن التكتل يتم تطويره حاليا على نار هادئة بعمل تحضيري ستنكشف تفاصيله في المرحلة المقبلة»، ولفت المتحدّث إلى أن هناك رغبة فعلية من أجل الانتقال بالتكتل إلى مستوى أفضل مما هو عليه «على أن يتم التجرّد من الشخصانية والهوى الحزبي الضيّق» في تلميح منه إلى ذوبان الجميع في مشروع سياسي يضمن تشكيل جبهة توافقية قوية بعيدة عن الزعامات التي تبقى العقد الأكبر التي يعاني منها التيار الإسلامي في الجزائر. أما على صعيد الجدل القائم حول الانقسام حول انضمام بعض الوجوه المحسوبة عن حركة مجتمع السلم إلى التشكيل الحكومي المقبل وإمكانية تأثير ذلك على مستقبل التكتل، نفى قيادي آخر في «التكتل» ما تردّد عبر وسائل الإعلام عن خلافات وانقسامات، وتحدّث بلغة الواثق ن بأن وزراء «حمس» لن يبقوا في الجهاز التنفيذي خلال التعديل الحكومي المرتقب، مستندا في هذه القناعة على ما تقرّر في دورات مجالس الشورى للحركات الثلاثة المشكّلة لهذا الائتلاف. زهير آيت سعادة * شارك: * Email * Print