بدأت أولى بوادر الانقسام داخل ما يسمى ب »تكتل الجزائر الخضراء« تظهر إلى الأفق خاصة في أعقاب التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها رئيس حركة مجتمع السلم الذي وضع احتمال التحالف مجدّدا مع »الأفلان« و »الأرندي« لتشكيل الحكومة المقبلة في خانة »غير المستبعد«، وهو موقف لا يحظى بالإجماع داخل »حمس« ولا حتى لدى شريكيها في التكتل وهما »النهضة« و»الإصلاح«. تجتمع مجالس شورى الأحزاب المشكلة للائتلاف المسمى »تكتل الجزائر الخضراء« خلال الأيام القليلة المقبلة من أجل الخروج ب »موقف نهائي موحّد« حيال نتائج الانتخابات التشريعية بعد أن رفضت »حمس« و»النهضة« و»الإصلاح« الاعتراف بنتائجها واعتبارها بمثابة »مصادرة لأصوات الجزائريين«، ويُنتظر في غضون ذلك تحديد مصير هذا التحالف الذي خرج من الباب الضيّق في اقتراع الخميس الماضي. وسألت »صوت الأحرار« عز الدين جرافة، منسق مبادرة »تكتل الجزائر الخضراء«، حول مستقبل الأخير فكان ردّه أن ذلك يدخل في صميم صلاحيات المؤسّسات النظامية للأحزاب الثلاثة، ولو أنه أكد في المقابل أن هذا التحالف »ليس ظرفيا ولم يكن ميلاده بالأساس مرتبطا بالانتخابات التشريعية الأخيرة ولا بنتائجها، وإنما رسالته تبقى أوسع بكثير«، مشيرا إلى أن القيادات الحزبية ستجتمع الأيام القادمة لمناقشة كافة الاحتمالات. أما بشأن التصريحات التي أطلقها رئيس »حمس« قبل يومين وحديثه عن إمكانية العودة إلى التحالف مع كل من الأفلان والأرندي لتكون »حمس« حاضرة في التشكيل الحكومي المقبل، أظهر جرافة الكثير من التحفظ وبدا حذرا في التعامل مع هذه التطوّرات ولكن مع ذلك استطرد قائلا: »التكتل سيجتمع لأخذ الموقف الرسمي بخصوص العملية الانتخابية بصفة عامة لكن مهما كان الأمر فإنه لا يحقّ لأيّ حزب من الأحزاب الثلاثة الانفراد بالرأي لوحده«. وترك منسّق مبادرة التكتل أن كلام سلطاني لا يُلزم الأحزاب الثلاثة لأنه »في كل الأحوال نحن ننتظر مواقف الأحزاب وليس موافق الأشخاص أو طرف معيّن«، مشدّدا في السياق ذاته على أن »اتفاقنا واضح وهو أن تكون مواقفنا جماعية«، ثم عاد إلى التأكيد مرة أخرى بأنه مطمئنّ على مستقبل هذا الائتلاف الذي تأسّس في 7 مارس 2012 »وبالتالي فإن الحديث عن نهاية التكتل أمر مستبعد نظرا لوجود انسجام كلّي بيننا، لحدّ الآن، ونتوقع أن نخرج خلال أيام بموقف جماعي توافقي«. وتابع محدّثنا خلال إجابته عن سؤال كيف سيكون موقفه شخصيا في حال نفّذ سلطاني تصريحاته بالمشاركة في الحكومة على حساب حركتي »النهضة« و»الإصلاح«، بالإشارة إلى أن هذا السيناريو غير مطروح من منطلق أن التكتل ينظر إلى الانتخابات الأخيرة بأنها »مصادرة للإرادة الشعبية ونتائجها غير شرعية في انتظار ما ستقرّره المؤسسات«، وأوضح: »إذا كان المجلس الشعبي الوطني المقبل غير شرعي فإن كل ما ينتج عنه غير شرعي أيضا بما في ذلك الحكومة«، ومبرّره أن »عدم الاعتراف بالنتائج يستلزم عدم الاعتراف بكل ما ينبثق عنها«. وفي انتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من تطوّرات، كشف جرافة ل »صوت الأحرار« عن وجود »تنسيق مكثّف« بين قيادات الكثير من الأحزاب التي خسرت في التشريعيات الأخيرة بسبب ما وصفه »نتائج الإدارة«، معلنا في الوقت نفسه عن »اتفاق أوّلي« بين العديد من التشكيلات السياسية على غرار حزب العمال، جبهة العدالة والتنمية، حزب الفجر الجديد الذي يرأسه الطاهر بن بعيبش وأحزاب أخرى تمّ اعتمادها مؤخرا لتشكيل جبهة معارضة ضد »التزوير«، وأفاد أنه من المتوقع عقد أوّل اجتماع بينها هذا الخميس لمناقشة كافة الجوانب المحدّدة لآليات التحرّك.