في مبادرة رفض عكوشي وربيعي التعليق عليها دعا البرلماني وعضو حركة الإصلاح السابق عدة فلاحي أمس، حركتي الإصلاح والنهضة إلى ما سماه الذوبان الكلي في حركة حمس أو البحث عن إطار توافقي لجمع الأحزاب الثلاثة في تنظيم سياسي واحد قبل الانتخابات المحلية القادمة. واعتبر فلاحي نفسه في اتصال ب«البلاد» مجرد ناقل لتطلعات قواعد الحركة الإسلامية وحتى قيادييها. وتحدث عن تأييد من بعض أعضاء مجلسي شورى الحركتين، مؤكدا أن قيادات من أحزاب أخرى وشخصيات علمانية رفض الكشف عنها رحبت بالفكرة، واقترح المتحدث أن تتولى هيئة التنسيق على مستوى تكتل الجزائر الخضراء إعداد استبيان وتوزيعه على القواعد لمعرفة ثقل الفكرة ومستوى التأييد الذي تلقاه. من جهة أخرى، ولدى محاولة «البلاد» معرفة رد فعل زعيمي الحزبين المعنيين رفض كل من فاتح ربيعي الأمين العام للنهضة وحملاوي عكوشي الأمين العام لحركة الإصلاح، التعليق على المبادرة وأكدا عدم اطلاعهما عليها. وجاء في بيان المبادرة الذي تلقت «البلاد» نسخة منه وحمل عنوان «اللحظة التاريخية من أجل حمس»، أن الأزمة التي تعيشها التنظيمات الإسلامية تدفع إلى التفكير والبحث عن الخلل، مشيرا إلى أن الوقفة التاريخية التي تنتظرها حمس من زميلتيها في التكتل في ظل وضعيتها الحاسمة التي وصفها بالمنزلة بين المنزلتين جراء تداعيات قرار الانسحاب من الحكومة والتخلي عن سياسة المشاركة تقتضي التحلي بالشجاعة والحكمة من أجل الذهاب إلى اتخاذ قرار الذوبان الكلي في حمس في تنظيم موحد كرد للجميل الذي حصدته الحركتان بفضل حمس من خلال تكتل الجزائر الخضراء، حسبه، داعيا إلى عقد مؤتمر استثنائي لهذه الأحزاب يتكفل بالمهمة. تجدر الإشارة إلى أن قيادات الأحزاب الثلاثة المنضوية تحت مسمى تكتل الجزائر الخضراء كانت قد تحدثت عن الفكرة نفسها لحظة ميلاد التكتل ولم تستبعد الذوبان في كيان موحد كمرحلة أخيرة يصل إليها التكتل الإسلامي، إلا أن كثيرا من المتابعين للشأن الداخلي للأحزاب الثلاثة يستبعدون الخيار المذكور في ظل رفض أجنحة معينة داخلها لفكرة التماهي في كيان واحد نتيجة الانقسام بين خيارات حاسمة حول طبيعة النهج السياسي وطبيعة الخيارات المتمثلة في المعارضة أو المشاركة الواجب أن تسلكها هذه الحركات في المرحلة المقبلة.