بقلم: بشير ونيسي/ الجزائر آخر كأس شربه في الحانة التي تعود عليها مازال كل شيء يذكره بالزمن الضائع تكشف له وجهه الهاربة عن هوية تلبس نهاية التاريخ سمع عنها شعرات كثيرة وأخبارا كلها تقول من لم يمت في حبها لم يعش به والحديث فيها ما له بعد ولا قبل ولولاها لم يوجد وجود ولم يكن شهود ولم تعهد عهود هذا سرها كما تجلى في مقام الشهيد المجد والخلود له في رياض الفتح .. سيدي من فضلك الوقت لا يسمح وكما تعلم دخل وقت حظر التجول ..نظر في الكأس الفارغة فحدثته نفسه عن طقس حبه المتكرر أبديا في شراينه ليلى التي أحبها أيام الشباب في الجامعة آه ليت الشباب يعود يوما ولم يبق من حبها غير الكآبة والشجن كانت آية عشقه وطهره في حيريته حبها مقام تجل لم يفقهه كفره وظل عن الهدى آه يا وصلها سنه لديه كلحظة وساعة الهجر عليه كسنة ..خرج والنفس أمارة بالوجود يغمره طوفان سكر وغزالة المطر تركض على عشب جسده السرمدي لقد شرب البحر لينسى لكن هيهات ..ذنبه يحاصره كأنه تحت جبل يكاد يسقط عليه لم يعد تقيا كما تمنى ويبدو أن الجنة حرمت عنه فيها أنهار من خمر لذة للشاربين يا ترى كيف يكون سرها يوم البعث لو يشربها حتى الظمأ الأبدي بعد التوبة ..جسده يقبض على التجلي حر طليق مخضب بإرادة الحياة يعرف أن حريته عناقيد عنب تتدلى من سماء بعيده عن وقته لو نضحوا بها قبر ميت لعادت له الروح ولو رسموا حروف اسمها على جبين مصروع أبرأه الرسم ورجع عقله ..ها هو يترنح الجسد طينة خبال تضاعفت قواه بهواها وأعطى فعله كل ذرة ومجرة ..أضواء مصابيح المدينة تفسخ ميثاقها الغليظ مع ظلمته فتخفي النجوم التي عدها ذات ليل شتوي يترقب غائبا مفزعا مرعبا يشبه الإرهاب حدث في يوم قفز من الماضي في خلده سيارة الدرك تحمل شقيقه قدم قربانا للوطن في سنين الجمر ..فشل في الدراسة ولم يجد عملا فاضظر للانخراط في الجيش طول العمر لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن ..أمه رأت في المنام أن سبابتها اليمنى قطعت وهي تعد الطعام والدم يسيل مطر ..الليل مرعب وكل شيء له مخالب الموت الموحش والتميمة لا تنفع ..أوقف الدرك من أنت ما اسمك إلى أين قدم بطاقة تعريفك ألا تعلم أن اليوم حظر التجول ..تلعثم وشعر بغصة في حلقه لست أدري ارفع يدك والتفت إلى الحائط وسوف نظر في قضيتك ..يد ه مرفوعة وجهه كالح والجسد يشبه الحائط في صمته ..ماذا ينتظر هل هو يحتضر أو ينتظر الإعدام ماذا يحدث لو هرب ربما يكون له ملف إرهابي آه ربي متى أتوب وتسقط أوراق الذنوب من شجرة الجسد ..بدأ الصبح يتنفس طول الليل مدى الليل غارق في ينتظر خلاصا هل هذا يوم الحشر ..أفرج عنه طارت السكرة هاهو يمشي والحال يردد أنا جزائري لا هوية ولا حرية بلا وجه أريد وحيا يحملني إلى مدينة الله ... * شارك: * Email * Print