دعا البيت البيض حكومة مالي إلى عرض «خارطة طريق» سياسية مع التركيز على العودة إلى المفاوضات مع الجماعات المالية في شمال البلاد التي ليست لها صلة بالإرهاب، وتتمسّك واشنطن بإسناد القوات الفرنسية بالدعم اللوجيستي لكنها لا تعارض بدء مفاوضات مع الجماعات المسلحة التي لا ترى بأنها «غير إرهابية». شدّد الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض، «جي كارني»، على أنه «من الضروري أن تعرض الحكومة الانتقالية المالية خارطة طريق سياسية للعودة إلى حكم ديمقراطي والتفاوض مع الجماعات التي ترفض الإرهاب وتدعو إلى مالي موحد». ولدى حديثه عن موقف الولاياتالمتحدة إزاء التطورات الأخيرة المسجلة في هذا البلد اثر العملية العسكرية الفرنسية أكد أن واشنطن «تعمل مع شركاءها الدوليين على مكافحة الجماعات التي لها صلة بتنظيم القاعدة عبر العالم». وبهذا الصدد أكد الناطق الرسمي باسم الرئيس «باراك أوباما»، أن الولاياتالمتحدة «تشترك مع فرنسا في ضرورة حرمان الإرهابيين من حصول على ملاذ في شمال إفريقيا وفي بلد كمالي وتعمل مع دول كفرنسا ودول أخرى في المنطقة وفي العالم لبلوغ الأهداف التي نتقاسمها»، وواصل قائلا: «وينعكس ذلك من خلال الأعمال التي باشرتها الولاياتالمتحدة والدعم الذي قدمته للعملية العسكرية الفرنسية”. أما رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بمالي، «محمد ديكو»، فقد اعتبر أن الحرب في بلاده فرضها من أسماهم «الجهاديون» باحتلالهم مدينة «كونا» الإستراتيجية وكذا «العصف بالمبادرات المطروحة من قبل الوسطاء». وقال «جيكو» في تصريحات إعلامية أمس إنه كان يتطلع لتسوية الأزمة السياسية بين الشمال والجنوب عن طريق الحوار، ودافع باستماتة عن وجهة نظره وتنقل بين مدن الشمال والجنوب من أجل فرض التسوية عن طريق الحوار بين فرقاء الأزمة وخصوصا الأطراف القابلة للحل ضمن البلد الواحد. وردّا منه على مواقف جماعة «أنصار الدين» التي اعتبرت أن تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في الشمال شرط غير قابل للتفاوض، شدّد المتحدث على أن «مالي جمهورية إسلامية والإسلام لها عقيدة وتراث وهوية، وإن المستعمر حاول فرض علمنة الدولة، لكن الماليين مجمعون على أهمية الدين في حياتهم اليومية».