حظي الفنان طيبي طيب أحد أعمدة الأغنية الوهرانية بحفل تكريمي أقيم على شرفه بقاعة ابن زيدون بالجزائر العاصمة بحضور كوكبة من الفنانين وأصدقاء الموسيقي وعائلته. ففي ختام الحفل كرمت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي الفنان بمنحه درع التكريم كما وزعت على الفنانين المشاركين في الحفل علب تحمل تسجيلات الفنان طيبي طيب. ويأتي هذا التكريم الذي يدخل في إطار سلسلة التكريمات التي تقيمها وزارة الثقافة بالتعاون مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تقديرا وعرفانا بما قدمه الفنان للأغنية الوهرانية والتراث الموسيقي الجزائري. وتابع الحضور شريطا وثائقيا أعده التلفزيون الجزائري تناول المشوار الفني لطيبي طيب وأهم محطات سجله الفني الحافل حيث جمع بين العزف والتأليف والأداء. واستحضر الفنان خلال الشريط صديقه الراحل أحمد وهبي عبر صور وشهادات لوهبي الذي رافقه خلال مسيرته الفنية. وتواصل التكريم بوصلات غنائية رفقة فرقة موسيقية بقيادة باي بكاي وجادت حينها حناجر فنانين متميزين من أمثال جهيدة وهواري بن شنات اللذين أديا أغاني ألفها ولحنها طيب طيبي ك”عزاز عليا” و”خلي يهدرو”. وصنعت أصوات شبانية أبت إلا و أن تكرم المؤلف والملحن أجواء حضر فيها الإبداع والتألق في تأدية الأغنية الوهرانية وذلك أمام جمهور مستمتع ومتجاوب لمختلف المقطوعات الموسيقية التي أبدع الفنان في تأليفها. وكان الحفل فرصة لاكتشاف أسماء شابة على الساحة الفنية على غرار أناس الهبري التي مزجت بصوتها الشجي بين الموسيقى الشرقية والطبع الوهراني كما تمكن لهاصي هواري وصابر هواري بأدائهما أن يرحلا بالحضور الى مدينة وهران الباهية. يعد طيبي طيب من أبرز الوجوه الفنية الوهرانية ولد سنة 1927 بولاية تيارت بدأ العزف الموسيقي صغيرا فتعلم العزف على آلة القيتارة قبل أن يتخذ من الكمان مرافقا دائما له. بدأ مشواره الفني سنة 1945 عندما قام رفقة أصدقائه بإنشاء أوركسترا موسيقية سماها “الشبيبة” لينسحب بعدها لينضم للوداد قبل أن يلتحق بأوركسترا الفنان بلاوي الهواري سنة 1950 وتعرف فيما بعد على الفرقة المسرحية لمحي الدين بشطارزي ومن خلال هذه الفرقة حضر طيبي طيب لأول مرة حفل لوردة الجزائرية كما رافق الفنان أحمد وهبي. سجل أول أغنية له بإذاعة وهران سنة 1957 كما كتب ولحن الكثير من الأغاني له ولفنانين آخرين أمثال سعاد بوعلي وهواري بن شنات ومليكة مداح. ورافق العديد من الأصوات الوهرانية الشابة.