اعتبر سفير دولة فلسطينبالجزائر، حسين عبد الخالق، الجزائر بمثابة «العمق الاستراتيجي» للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن وقوفها الدائم بجانب الشعب الفلسطيني يمنح للأخير شحنة دعم إضافية، وشدّد بالمقابل على ضرورة التسريع بتحقيق المصالحة الوطنية بين مختلف الفصائل، وبالأخصّ بين «فتح» و«حماس»، من خلال تعيين حكومة وفاق وطني وتنظيم انتخابات رئاسية مسبقة. كلام السفير الفلسطيني حسين عبد الخالق جاء خلال ندوة مشتركة نظمتها مصالح السفارة بجريدة «المجاهد» مع جمعية مشعل الشهيد بمناسبة الذكرى ال 65 لما يعرف ب «يوم النكبة» الذي أعلن فيه عن قيام دولة الكيان الصهيوني بتواطء بريطاني تحت مسمى «وعد بلفور» المشؤوم، وقد عاد عبد الخالق إلى مختلف مراحل المعاناة التي مرّ بها الفلسطينيون، مؤكدا أن ذلك لم يؤثر في تمسّكهم بقضيتهم العادلة. وقال في هذا الصدد: «طيلة هذه الفترة رفضنا هذا الواقع وفجّرنا ثورة مسلحة سنة 1965 وقدمنا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والأسرى.. إضافة إلى أننا قمنا بإطلاق مبادرات سياسية لكن دون جدوى أمام استمرار إسرائيل في عدوانها». وواصل حديثه: «نقول لإسرائيل اليوم ولكل شعوب الأرض: شعبنا متمسك بحقوقه الثابتة وببناء دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف.. نحن على العهد باقون». وعلى الرغم من المآسي والمعاناة وحتى الشتات الداخلي والخارجي بتسجيل أكثر من 760 ألف فسلطيني تم تهجيرهم، أكد السفير حسين عبد الخالق أن «شعبنا أثبت بأنه موحد ويقف إلى جانب منظمة التحرير الفلسطيني بمختلف فصائلها»، قبل أن يُضيف: «بعد 65 سنة من الآلام والصعاب فإن شعبنا متمسّك بحق تقرير المصير وحق العودة وتحرير فلسطين»، واصفا تحقيق هذه الأهداف ب «التحدي الكبير». واستنكر في الوقت نفسه الحملات المتواصلة لتهويد القدس واستمرار سياسات الاستيطان والتهجير، وبرأيه فإن هذه المساعي القصد منها «منع قيام دولة متواصلة»، مستدلا ببناء الجدار العازل، ورغم ذلك جدّد التأكيد: «نحن متمسكون بتحرير كل الأراضي وتطبيق القرار الأممي رقم 149 الذي يضمن حق العودة لكل الفلسطينيين». ودعا المتحدّث إلى ضرورة توحيد الصف الداخلي باستكمال تحقيق المصالح بين الفصائل، ويعتقد أن ذلك أمر ممكن التحقيق لاسيما بعد تحديد فترة ثلاثة أشهر بين حركتي «حماس» و«فتح» لتجاوز الخلافات، ورغم إقراره بوجود بعض العقبات إلا أن حسين عبد الخالق أشار في تصريحات للصحفيين على هامس الندوة إلى أنه «من الضروري تعيين حكومة وفاق وطني والإسراع بتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية مسبقة». وقال السفير الفلسطيني بشأن تأثير تطورات الوضع في المنطقة على اللاجئين الفلسطينيين «لقد حاولنا قدر الإمكان أن نحيّد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين عن تجاذبات الأزمة وتداعيات المرحلة الدامية التي تعيشها سوريا… لكن للأسف تمّ الزج بهؤلاء في هذا الصراع مما أدى إلى خروج الآلاف منهم إلى دول الجوار»، محمّلا وكالة «غوث» وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أنروا» والمجتمع الدولي جزءا كبير من المسؤولية في حل مشاكل وتداعيات ما يعانيه هؤلاء اللاجؤون. إلى ذلك تضمنت كلمة السفير الفلسطيني في الندوة إشادة بموقف الجزائر الثابت تجاه القضية الفلسطينية واصفا إياها ب «المواقف المشرفة» منذ انطلاق الثورة الفلسطينية سواء على الصعيد المادي أو السياسي وفي كل المحافل الدولية. وخاطب الجزائريين بالمناسبة قائلا: «أنتم شركاؤنا في القضية»، بل ذهب إلى اعتبار الجزائر بمثابة «العمق الإستراتيجي» للقضية الفلسطينية، وخلص في مداخلته إلى التأكيد: «نحن أقوياء بموقف الجزائر ومساندتها الدائمة لقضيتنا».