أعلن رئيس جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، بمعسكر أنه لن يترشح للإنتخابات الرئاسية المقبلة وأنه يفضل دعم "شخصية توافقية" ترشحها الأحزاب القابلة بفكرة التوافق بين مختلف التيارات السياسية "لتفادي الصراع"، واقترح مناصرة في لقاء مع الصحفيين أول أمس على هامش لقاء جمعه بمناضليه أن تتولى هذه الشخصية رئاسة البلاد خلال عهدة واحدة فقط تشرف خلالها على إنتخابات محلية وتشريعية مسبقة تساندها "حكومة وفاق وطني" بمشاركة مختلف الأحزاب. كما عبر عن إرتياح حزبه بعودة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى أرض الوطن متمنيا له التماثل العاجل للشفاء للمساهمة في تحضير انتخابات رئاسية حرة ونزيهة، وأبرز رئيس جبهة التغيير أنه يتمنى أن "يكمل الرئيس عهدته وهو قادر عليها بالمساهمة في التحضير لانتخابات رئاسية حرة ونزيهة تجري في ظروف عادية ومستقرة وتساهم في بناء ديمقراطية مستدامة بالجزائر". وعن الأحداث التي تجري بمصر تمنى عبد المجيد مناصرة أن "تحتكم كل الأطراف إلى العقل والحكمة والابتعاد عن مختلف ردود الأفعال غير المحسوبة التي قد توفر مناخا للجماعات المتشددة لتزرع الفوضى والبلبلة". تأتي تصريحات رئيس جبهة التغيير عبد المناصرة وحديثه عن ضرورة الذهاب إلى توافق وطني ودعم شخصية توافقية في الرئاسيات القادمة يومين فقط بعد كلام لافت أيضا لرئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري والذي بعث من خلاله ببعض الإشارات الايجابية تجاه السلطة وتحدث بلغة هادئة عن دعم حمس لاستكمال الرئيس بوتفليقة لعهدته الرئاسية ، مع الدعاء لرئيس الجمهورية بالشفاء العاجل والعودة إلى ممارسة مهامه الدستورية، وهو الأمر الذي يعني أن حركة مجتمع السلم قد طوت بشكل نهائي موضوع المطالبة بتفعيل المادة 88 من الدستور والذهاب إلى انتخابات رئاسية مسبقة ، وهومايعتبر تغير واضح في موقف مقري وحزبه الذي شن في الأسابيع الماضية حملة شرسة ضد السلطة على خلفية غياب الرئيس بوتفليقة الذي كان يقضي فترة علاج ونقاهة بفرنسا إثر إصابته بنوبة إقفارية في 27 أفريل المنصرم. لكن يبقى أهم ماذهب إليه مقري في تصريحاته الأخيرة هو الانتقادات الصريحة التي وجهها للحركات والأحزاب الاسلامية في الجزائر ، حيث أكد أن الأحداث قد تجاوزت هذه الأحزاب وقال مقري أن حركته قدمت "صحوة تجاوزتها الأحداث"، ودعا مقري في هذا السياق الأحزاب والتيارات الاسلامية إلى مراجعة خطابها ومشروعها السياسي وخاصة ضرورة تبني مشروع الدولة المدنية وهو مايمثل تحولا نوعيا في أدبيات وأفكار الأحزاب الإسلامية. وتأتي تصريحات مناصرة وإعلانه عدم الترشح إلى الرئاسيات القادمة ودعم مرشح توافق يخدم المصلحة الوطنية ، وهو مايمثل أيضا تراجع واضح من رئيس جبهة التغيير عن لهجة التصعيد والانتقاد التي طبعت تصريحات طوال الأشهر الماضية.