اعترف الرئيس المدير العام لمؤسسة "اتصالات الجزائر"، أزواو مهمل، أن إطلاق رخصة استغلال الجيل الثالث للهاتف النقال ستكون له تداعيات مباشرة على المؤسسة مع بداية العملية المقرّرة نهاية العام، لكن بالمقابل توقع أن يتم تجاوز هذا الإشكال "على المدى المتوسط"، وأعلن مهمل عن 3.2 مليون مشترك في اتصالات الجزائر منهم 1.2 مليون مشترك في الانترنت ذات التدفق العالي. تبيّن أن من بين الأسباب التي دفعت الحكومة إلى التريّث في إطلاق استغلال رخصة الجيل الثالث للهاتف النقال هو السعي للحفاظ على مستقبل 22 ألف عامل في "اتصالات الجزائر" التي تعتبر الممون الرئيس لخدمات الانترنت في الجزائر، بالإضافية إلى الاعتبارات المتعلقة بالمخاوف الأمنية. هذه المخاوف أكدها الرئيس المدير العام للمؤسسة، أزواو مهمل، الذي ترك الانطباع بأن الأمور قد لا تسير وفق ما تأمله "اتصالات الجزائر". وكانت سلطة الضبط للبريد والاتصالات السلكية واللاسلكية أعلنت الخميس الماضي عن فتح مجال المنافسة "من أجل إنشاء واستغلال شبكات عمومية للاتصالات السلكية واللاسلكية" للجيل الثالث للهاتف النقال، وأكدت أنه سيتمّ السماح للمتعاملين بسحب ملفات المنافسة خلال الفترة الممتدة من 11 إلى 15 أوت 2013 وفق ما جاء في الإعلان المنشور على موقع الهيئة. وأضافت سلطة الضبط التي كانت على خلاف مع وزير البريد أن "المزايدة بالإعلان عن منافسة وطنية" موجهة لمتعاملي الهاتف النقال في الجزائر من أجل منح ثلاث رخص إنشاء واستغلال، وأشارت سلطة الضبط إلى أن المتعاملين الوطنيين المعنيين بالمنافسة مطالبون بسحب ملفات إعلان المنافسة من مقرها الكائن بحسين داي خلال فترة أربعة أيام مقابل تسديد صك بملغ مليون دينار جزائري. وتراجعت الحكومة عن موقفها الحذر وأبعدت هذا الملف عن ملف شراء أسهم "جيزي" الذي لا يزال يراوح مكانه. وفي حديث خصّ به الموقع الاكلتروني "كل شيء عن الجزائر" أقرّ مهمل أن إطلاق هذه المناقصة "أمر لا يشغلنا بتاتا"، قبل أن يستطرد في هذا السياق: "ستكون هناك انعكاسات في بداية الأمر لأنه بكل تأكيد سيتحوّل زبائن في اتصالات الجزائر نحو التدفق السريع في الهواتف النقالة"، ومع ذلك اعترف ذات المسؤول بأنه "على المديين المتوسط والبعيد لست منشغلا لأننا سنكون تطوّرنا مثلما فعل الكثير من المتعاملين الآخرين في الهاتف الثابت عبر العالم.. فالهاتف النقال لم يزُل بمجرّد وصول الهاتف النقال". ويقول الخبير في التكنولوجيات الحديثة، يونس قرار، إن من ميزات خدمة الجيل الثالث أنها "تزيد من سرعة تدفق الإنترنت لتصل إلى 10 ميغا بيتس في الثانية مقارنة بخدمة الجيل الثاني الحالية"، سواء عبر الهواتف النقالة أو عبر مفاتيح الإنترنت بالنسبة لأجهزة الكمبيوتر خاصة وأن العديد من جهات الوطن تعرف "نقصا فادحا" في الربط بشبكة الهاتف. ومن أهمّ ميزات الجيل الثالث هو تحمل عدد أكبر من عملاء الصوت والبيانات خاصة في المناطق الحضرية مع ضمان سرعة أعلى بتكاليف أقل من الجيل السابق، حيث تستعمل شبكات الجيل الثالث حامل قناة بترديد 5 ميغا هرتز لتسليم بالبيانات بسرعة أكير وتوسيع سعتها مقارنة بالجيل الثاني. وقد ظهرت أول خدمة للهاتف النقال في شمال إفريقيا في المغرب في نهاية مارس 2006، ثم في مصر أواسط 2006. وبالعودة إلى تصريحات أزواو مهمل فقد أعلن فيها أن عدد المشتركين لدى "اتصالات الجزائر" يقدّر حاليا ب 3.2 مليون مشترك من بينهم 1.2 مليون زبون في الانترنت ذات التدفق السريع، بالإضافة إلى تسجيل 180 ألف طلب لم تتمكن المؤسسة من تلبيته، حيث أورد أن إمكانات الشركة كبيرة جدا بحيث سيتم مستقبلا توفير الانترنت لكل زبون في الهاتف الثابت بالوصول إلى 6 ملايين زبون مع حلول 2016. وفي 2012 حققت المؤسسة رقم أعمال بقيمة 70 مليار دينار، وهو ما يمثل زيادة ب 7 بالمئة مقارنة بما تمّ تحقيقه في العام 2011.