عن «عبد الله بن مسعود» رضي الله عنه قال جاء حَبرٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "يا محمد إن الله يضع السماء على إصبع والأرض على إصبع والجبال على إصبع والشجر والأنهار على إصبع وسائر الخلق على إصبع ثم يقول بيده: أنا الملك"، فضحك رسول الله وقال "وما قدروا الله حق قدره"، متفق عليه، وهذا الحديث يُحيل إلى أمر مهم في الإنسان وهو أنه وعند رؤية قوة كثير من مظاهر الطبيعة كالرياح الزلازل والبراكين يتعاظم عنه الأمر، فيقيس قوتها بما تحدثه من دمار في الأرض، ولكنه ينسى بما يراه من قوة مظاهر الطبيعة القوة الحقيقة التي تحرك كل تلك القوى، وهي قوة الله سبحانه وتعالى الذي يملك مقاليد الأمر في الأرض والسماء، والتذكير بهذه القوة ليس لتخويف العباد من ربهم، بل من أجل زرع تعظيمه في أنفسهم تعظيما يولد حبا ويعين على طاعته وشكر نعمه، فالنبي صلى الله عليه وسلم أقرَّ الحبر في كلامه حول عظمة الله وقوته وكيف أنه بقوته يضع السموات بعظمها على إصبعه والأرض باتساعها وثقلها على إصبع، وهذه الجبال التي تتصاغر أنفسنا أمام علوها وارتفاعها، يضعها الرب جميعا على إصبع، والأشجار بكثرتها والأنهار بطولها وسائر الخلق بتعدده وتنوعه يضع الرب على إصبع، فأي عظمة هي عظمة الله وأي قوة هي قوته سبحانه، فكيف يعصيه بشر وكيف يكفر به إنسان.