قال عدد من المفكرين أن تجديد الخطاب الديني يفتح أفقا أكثر اتساعا للدعوة الإسلامية على أسس علمية بمنطق التفكير العصري، حيث أشادو بدور الكلمة وطرائقها في نشر الدعوة، بما يجعل من الخطاب مدعاة للراحة والقبول في زمن يحتاج إلى جدة تواكب تميزه عن زمن سابق. تحدث الدكتور «عبد الصبور شاهين» عن عجز الخطاب الديني بصورته الحالية عن التصدي للهجمة الشرسة على الإسلام، وعجزه عن تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب، بينما قال رئيس جامعة الأزهر الدكتور «أحمد الطيب يوضح» أن تطوير الخطاب الديني يتطلب عدة أمور، أهمها أن التطوير يكون في إطار رؤية عامة وشاملة لكل القضايا والأحداث الدائرة في العالم، مع مواكبة الأحداث التي يعيشها المسلمون وإنشاء منظمة إسلامية عامة مهمتها تخطيط وتنفيذ الخطاب الإسلامى العالمي بالطرق المناسبة التى يتفق عليها، مع رصد كل ما يثار ضدّ الإسلام من شبهات، في حين ذهب المفكر الإسلامي «عبد الحليم عويس» إلى ضرورة استحداث أساليب الوصول إلى الآخر ليلقى الخطاب الإسلامي قبولا لديه، وقالت الدكتورة «سعاد صالح» أن بداية التجديد للخطاب الديني هي العناية بخطبة الجمعة بمفاهيم بعيدة عن التضييق وإثارة الخوف، إضافة إلى التركيز على مفاهيم التعليم بإشراك علماء ومثقفي ومفكري الأمة في إعدادها، مع مراجعة المواد التي تدرس للطلاب، بعيدا عن التكرار والحشو الممل والتركيز على سماحة الإسلام، من خلال أمثلة وردت في القرآن والسنة وعلى المفاهيم الإسلامية الإنسانية، أما الداعية المصري «يوسف البدري» فيوضح أنه وعند تجديد الخطاب الديني لا بد من التركيز على مخاطبة العقل وتصحيح المفاهيم المغلوطة والأفكار الخاطئة على أسس موضوعية، بعيدا عن الانفعال والتشنج، وإبراز الجانب الإنساني في تعاليم الدين الإسلامي والارتفاع بمستوى المخاطبين بتزويدهم بالثقافة الدينية الرشيدة والقيم الإسلامية والتأكيد على رفض الإسلام لكل أشكال العنف أو الإرهاب، والمساهمة في تقدم المجتمع وتحفيز أفراده على العمل والإنتاج والإسهام الجدي في أعمال الخير التى تعود على البشرية بالنفع، وتطوير أساليب الدعوة الإسلامية في الخارج والنهوض بها بما يتلاءم مع ظروف المجتمعات الغربية.