أكد المشاركون في الصالون الدولي لتربية الدواجن والماعز أول أمس بوهران على ضرورة رد الاعتبار لشعبة هذه الثروة الحيوانية وتشجيع تربيتها كونها مصدرا بديلا لحليب البقرة، وحسب الخبير في التغذية الحيوانية، فإن حليب الماعز يمكن اعتباره بديلا عن حليب البقرة مما يتطلب إيلاء أهمية كبرى لتربية الماعز التي لا تكلف كثيرا عكس البقرة الحلوب، موضحا في هذا الصدد، أن ماعز واحد يكلف 10 مرات أقل مما تكلفه البقرة الواحدة. وذكر المشاركون أن الماعز ينتج 12 لترا من الحليب يوميا، في حين أن البقرة الحلوب التي تباع ب 200 ألف دج لا تنتج سوى 10 ليترات في اليوم، حيث أنه بالإمكان أن تساهم تربية الماعز في تخفيض فاتورة استيراد مسحوق الحليب، ومن جهته أكد مدير أحد مصانع الحليب ينشط ب «القرارة» بولاية غرداية والذي تخصص في تربية الماعز بإنتاج يقدر ب 200 لتر يوميا أن تربية الماعز لا تتطلب استثمارا ثقيلا وهو نشاط لا يزال متجذر في مجتمعنا الجزائري منها منطقة غرداية، ويرى أحد المربيين على مستوى ولاية وهران التي كانت في زمن غير بعيد مشهورة بتربية الماعز لاسيما بمنطقة «قديل» أن العناية بقطيع الماعز وتوفير جميع مستلزمات وضروريات الصحة والنظافة قد تزيد من هذه الثروة الحيوانية، حيث يمكن للأنثى أن تلد مرتين في السنة. وللإشارة يأمل بعض المربيين تخصيص مناطق أو فضاءات لرعي وتربية الماعز وفق معايير المعمول بها نظرا لأهميته الاجتماعية والاقتصادية مع العمل على مرافقة وتكوين الناشطين في هذا المجال، وأشار أحد البياطرة أن النمط الاستهلاكي بوهران تغير خلال السنوات الأخيرة لاسيما بعد انتشار بعض الأمراض مثل "السكري" و"الكولسترول"، حيث أصبحت بعض العائلات تقتني لحوم الماعز أكثر من اللحوم الحمراء أو البيضاء نظرا لمنافعها الصحية فضلا عن اللبن والجبن مما يتطلب الاستثمار في هذا المجال، وأدى إقبال العائلات الوهرانية خلال السنوات الأخيرة على هذا النوع من اللحوم إلى ظهور الذبح غير الشرعي لاسيما بمنطقة «حاسي بونيف» وكذا عرض هذا المنتوج في الهواء الطلق وعلى الطاولات وفي فضاءات تنعدم فيها أدنى شروط النظافة وبأسعار قد تصل إلى 540 دج للكلغ الواحد، ونظرا لهذا الاهتمام المتزايد وجد بعض الموالين ضالتهم في المضاربة من خلال رفع أسعار الماعز الذي أصبح يصل إلى 8 ألاف دج بعدما كان لا يتجاوز 2000 دج على حد تعيير أحد الناشطين في المجال بمنطقة «مسرغين»، ومن أجل تطوير هذه الشعبة المدعمة من قبل الدولة فقد أصبحت مسألة مرافقة وتكوين المربيين ضرورة ملحة.